تيهوبو تحتضن منافسات ركوب الأمواج على بُعد 16 ألف كيلومتر

في الوقت الذي سيتنافس فيه معظم الرياضيين المشاركين في «أولمبياد 2024» على التتويج في باريس، سيتنافس أفضل راكبي الأمواج في العالم على الذهب الأولمبي على بُعد نحو 16 ألف كيلومتر في جزيرة تاهيتي؛ إذ تُقام منافسات ركوب الأمواج في بلدة تيهوبو.

ويُرجح أن تنحصر المنافسة بين القوى التقليدية في هذه الرياضة، لكن فرنسا الدولة المضيفة قد تشكل تهديداً حقيقياً بعد تأهل اثنين من رياضييها من تاهيتي للمنافسات على أرضهما.

وقالت فاهين فيرو، التي أحرزت بطولة تاهيتي لركوب الأمواج للمحترفين في مايو (أيار) الماضي: «استضافة المنافسات الأولمبية في تيهوبو كان الاختيار الأفضل؛ لأنها تشهد أمواجاً جيدة في هذا الوقت من العام. أعتقد أن الأولمبياد ستعود إلى المكان الذي وُلدت فيه رياضة ركوب الأمواج».

وسُجلت رياضة ركوب الأمواج في بولينيزيا الفرنسية -إقليم ما وراء البحار تابع لفرنسا حالياً- في أوائل القرن الـ12؛ لكنها ظهرت للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية في دورة طوكيو التي أُقيمت عام 2021.

وستختلف المنافسة في بلدة تيهوبو وسط المناظر الخلابة عن تلك المنافسات التي أُقيمت في شاطئ شيداشيتا خلال «أولمبياد طوكيو».

وقال لوكا مسيناس، الذي مثّل بيرو في «أولمبياد طوكيو»، وتأهل أيضاً إلى «أولمبياد باريس 2024»: «إنها موجة مختلفة تماماً… في اليابان كان هناك كثير من الرياح، وكانت الأمواج صعبة للغاية لممارسة هذه الرياضة. لكن تاهيتي جزيرة مذهلة بها أجواء مثالية».

ووقع الاختيار على بلدة تيهوبو لاستضافة منافسات ركوب الأمواج، نظراً إلى أن شواطئ فرنسا تكون بلا أمواج في أغلب الأحيان خلال هذا الوقت من العام.

وترى فيرو أن الإثارة التي تمثّلها الأمواج في تيهوبو لا مثيل لها، قائلة إن التنافس بأقصى قوة ممكنة على مثل تلك الأمواج العالية يمنح شعوراً لا يُوصف، وقد يكون أفضل شعور في العالم.

وذكر موقع «سيرفلاين»، المتخصص في تنبؤات ركوب الأمواج، مؤشرات جيدة لأمواج أقوى من المعتادة خلال فترة المنافسة الأولمبية بين 27 يوليو (تموز) والثامن من أغسطس (آب).

ويشكّل هذا أنباء سارة للأميركي جون جون فلورنس، والأسترالي جاك روبنسون، والبرازيلي جابرييل ميدينا، الذين يتألّقون في الأمواج العاتية.

وتتأهب الأميركية كاريسا مور، المتوجة بالذهبية في «أولمبياد طوكيو»، لمنافسة قوية في فئة السيدات مع مواطنتيها كارولين ماركس بطلة العالم، والشابة كيتلين سيمرز.

لكن لا شك في أن الفرصة متاحة بقوة أيضاً أمام فيرو ومواطنها كاولي فاست في المنافسات المقررة في بلادهما.

وقال فاست: «يمكن أن تمر بالتجربة الأكثر جنوناً، وبأفضل مشاعر… كما يمكن أن تتعرّض لأسوأ خسارة في حياتك»، مضيفاً: «كي تتنافس في تيهوبو، يجب أن تكون جيداً حقاً في ركوب الأمواج. يجب ألا تخاف؛ لأنها موجة يجب أن تكون لديك مهارات لركوبها. لا يمكن لكل شخص ركوب هذه الأمواج».