أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط»، أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لن يتخذ أي خطوة تجاه ما جرى من نتائج غريبة ومثيرة للجدل تحدث عنها كل متابعي الجولة الأخيرة لدور المجموعات حينما اختارت كوريا الجنوبية التعادل مع ماليزيا بثلاثة أهداف لكل منهما، وسط ضحكات ساخرة من المدير الفني الألماني يورغن كلينسمان، حيث بدا واضحا ومؤكداً هروب كوريا الجنوبية من مواجهة اليابان في الدور ثمن النهائي.
كما ذهب المنتخب الأردني عبر مديره الفني المغربي عموتة إلى إراحة لاعبيه الأساسيين ليخسر من البحرين بهدف نظيف، فيما كان الكثير يتحدث عن تفضيل منتخب آخر عن مواجهة اليابان أيضاً، وهو ما حدث فعلا.
الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الذي يملك اتفاقية مع شركة «سبورتس رادار» المختصة بمراقبة نزاهة المباريات، لا يفكر على الإطلاق في فعل شيء، وسط سخط جماهيري وإعلامي كبير جراء ما حدث يوم الخميس، الذي وصفه كثيرون بالأسوأ في تاريخ بطولة آسيا.
وعلى مرأى الملايين من عشاق الكرة، وفي خضم لهيب الجولة المصيرية الأخيرة من بطولة كأس آسيا في قطر، رسمت كوريا الجنوبية المدججة بالنجوم الناشطة في الملاعب الأوروبية، مشهدا قاتما للمشهد الكروي ونزاهة المنافسات، بعد تعادلها المريب مع ماليزيا المتواضعة وما حملته تلك المباراة من لقطات للمدرب الألماني كلينسمان، الذي بدا في غاية الراحة والاطمئنان وهو يتحاشى ملاقاة اليابان في دور الـ16 من البطولة.
وتحمل كرة القدم الكثير من المفاجآت، ولكن ليس من بينها تعادل الشمشون الكوري مع ماليزيا التي ودعت البطولة مسبقا برصيد نقطة وحيدة جاءت من أمام كوريا وثلاثة أهداف فقط كانت في شباك ذات الفريق، في حين استقبلت شباك المنتخب الماليزي ثمانية أهداف وهو يُصنف أضعف الدفاعات في البطولة بجوار منتخب فيتنام.
وبدوره انتصر العراق على اليابان قبل جولة من ختام مرحلة المجموعات، وانتقل إلى الصدارة، ليتغير المشهد بحلول منتخب اليابان ثانيا في مجموعته لتبدو مواجهة تلوح بالأفق أمام كوريا الجنوبية في دور الستة عشر كونه المرشح الأبرز لصدارة مجموعته. لكن ماذا حدث بعد ذلك!… خرج منتخب كوريا بتعادل أمام نظيره منتخب الأردن في الجولة الثانية وتساوى مع منتخب الأردن بالرصيد النقطي ذاته، ليُرجئ معرفة طريقه حتى الجولة الأخيرة.
كانت الترشيحات تصب في صالح منتخب كوريا لتحقيق فوز كبير أمام ماليزيا، لكنه فاجأ الجميع بتعادل أشبه بالانتصار لهم، أو هكذا بدا الأمر في اللقطة التلفزيونية التي أظهرت الألماني كلينسمان مدرب منتخب كوريا مبتسما بعد استقبال شباكه هدف التعادل من ماليزيا في وقت متأخر من عمر المباراة.
حتما كرة القدم تحمل الكثير من المفاجآت، لكن المنطق في حدوثها أمر يجب النظر إليه من زوايا متعددة، فمنتخب ماليزيا ودع البطولة من بابها الصغير ولم يكن على قدر من التميز الفني يجعله قادراً على زيارة شباك منتخب كوريا عدة مرات، وهي الزيارة الأولى له للشباك في البطولة بعدما خسر برباعية أمام الأردن ثم بهدف أمام البحرين.
قبل هذه المواجهة التنافسية برقمها التهديفي بين كوريا الجنوبية وماليزيا، كان آخر هدف استقبلته شباك منتخب كوريا من ماليزيا في عام 1985 حينما التقيا في تصفيات كأس العالم حينها وهو ثاني انتصار ماليزي في تاريخه على كوريا الجنوبية، وبعد ذلك لم تسجل ماليزيا في شباك كوريا رغم أنهما التقيا في أربع مواجهات بمناسبات مختلفة.
الألماني كلينسمان مدرب منتخب كوريا الجنوبية الذي كان يكرر الأحاديث بأنه سيعيد منتخب كوريا الجنوبية لمنصة البطولة القارية بعد غيابه الطويل عنها، تحدث عما حدث في اللقاء، وقال: «لعبنا مكتملي الصفوف، لم نتعمد تحاشي مواجهة اليابان»، واصفا ذلك باستنتاجات دائماً ما تحدث في البطولات، وأنه يثق في قدرات المنتخب بتقسيم مراحل الوصول إلى ما يريد مرحلة بمرحلة، لكنه لا يمكن الاستهانة بحجم المنتخبات التي ستلاقيهم، ويدركون جيداً أهمية البطولة بالنسبة لجميع المنتخبات المشاركة.
في الجانب الآخر كان المنتخب الأردني يسير بخطوات بعيده عن مواجهة اليابان أيضاً، حينما خسر مباراته أمام البحرين في الجولة الأخيرة وحل ثالث المجموعة، لتتصدر البحرين وتذهب لمواجهة اليابان، في حين ستلاقي كوريا الجنوبية السعودية، وسيكون الأردن على موعد مع أوزبكستان.
وأشرك المغربي حسين عموتة مدرب منتخب الأردن عددا من اللاعبين البدلاء في مواجهة البحرين، بهدف إراحة الأساسيين وتجنب الحصول على بطاقات صفراء قد تحرمهم المشاركة في الدور المقبل على حد وصفه. وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب المواجهة، نفى عموتة تجنبه لقاء السعودية أو اليابان بعدم الفوز، مشيرا إلى أن الجهاز الفني لا يمكن أن يشرك أمام البحرين لاعبين حاصلين على بطاقات صفراء في المباريات السابقة، ما قد يوقفهم عن المشاركة في الدور المقبل.
وأوضح عموتة أن المنتخب الأردني كان قد ضمن التأهل قبل المباراة بغض النظر عن المركز الذي سيكون فيه، حيث كان بالإمكان أن يكون أول المجموعة أو في المركز الثاني أو الثالث.
أما الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب المنتخب السعودي، فقد أشار إلى أحداث اليوم الأخير لمرحلة المجموعات بالقول: «نتائج الجولة الأخيرة من مرحلة المجموعات في نهائيات كأس آسيا (غريبة)، لكنه واقع كرة القدم في العالم».
وابتسم مانشيني قبل حديثه، وقال: «نحن لا نلعب لهذا الغرض، لعبنا للفوز، قدّمنا أداء جيداً، وحصلنا على مزيد من الفرص ولم نسجل»، موضحاً: «نتائج غريبة، ولكن هذا واقع عالم كرة القدم».
ومضى في حديثه للصحافيين عند سؤاله حول ظهور لقطة يبتسم فيها مدرب كوريا الجنوبية وقال: «أنا أبتسم حالياً لابتسامته، هي أمور غريبة، ولكنها تحدث في كرة القدم».
Share this content:
اكتشاف المزيد من صحيفة باتسر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.