«حزب الله» يعلن استهداف «القبة الحديدية» الإسرائيلية في «راموت نفتالي»



إسرائيل تقصف وسط قطاع غزة مع تجدد جهود التوصل لهدنة

استهدفت إسرائيل بضربات جوية وقصف مدفعي، الأربعاء، وسط قطاع غزة، حيث أوشكت الحرب المدمرة بين الدولة العبرية وحركة «حماس» على دخول شهرها التاسع، فيما يضاعف المفاوضون الجهود من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وبعد قرابة شهر على بدء الهجوم البري على مدينة رفح المتاخمة لمصر في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر، والذي تقول إسرائيل إنه المرحلة الأخيرة من حربها على «حماس»، تتركز المعارك منذ أيام في وسط القطاع.

وفر نازحون فلسطينيون، الأربعاء، من البريج حاملين مقتنياتهم القليلة في عربات أو على كراس نقالة في مهمة صعبة للبحث عن مكان آمن، على ما أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية». وأسفرت ضربة أصابت منطقة قريبة من مدخل مخيم البريج وقصف مدفعي على جنوب شرقي دير البلح عن سقوط عدة ضحايا، وفق شهود.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه ينفذ عمليات في منطقتي البريج ودير البلح، مشيراً في بيان إلى «القضاء» على عدد من عناصر «حماس». كما أضاف أنه يواصل عملياته في منطقة رفح.

وفي هذه الأثناء، تواصل الولايات المتحدة وقطر ومصر، الدول الثلاث التي تتولى دور الوساطة، جهودها سعياً لإقناع طرفي النزاع بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، بعد أيام على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن مقترحاً قدمه على أنه خطة إسرائيلية.

ويلحظ المقترح وقفاً لإطلاق النار خلال فترة أولى من ستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة، وتبادل رهائن، ولا سيما نساء ومرضى مع فلسطينيين معتقلين في إسرائيل، قبل بدء إعادة إعمار غزة.

وأضاف بايدن أنه يجري بعد ذلك التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل وقف دائم لإطلاق النار، مع تواصل الهدنة ما دامت المحادثات مستمرة، لافتاً إلى أن «الوقت حان لانتهاء هذه الحرب».

ويرمي المقترح، وفق بايدن، إلى إرساء وقف «دائم» لإطلاق النار في مرحلة لاحقة شرط احترام «حماس» «تعهداتها».

ويصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، الأربعاء، إلى الدوحة من أجل «مواصلة العمل مع الوسطاء لإنجاز اتفاق» لوقف إطلاق النار، على ما قال مصدر على اطلاع بمضمون المفاوضات.

من جانبها، أوردت قناة «القاهرة الإخبارية» القريبة من الاستخبارات المصرية، نقلاً عن مصدر رفيع المستوى، أن وفداً مصرياً سيلتقي، الأربعاء، المفاوضين القطريين والأميركيين في الدوحة.

وذكر موقع «أكسيوس» الأميركي أن المستشار الخاص للبيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك يصل، الأربعاء، إلى القاهرة.

في انتظار «موقف واضح»

اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق نفذته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) داخل إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1194 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 120 منهم في غزة، من بينهم 41 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردت إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 36586 شخصاً في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه «حماس».

وقالت قطر إنها تنتظر «موقفاً واضحاً» من إسرائيل التي بدت متحفظة على الخطة.

واجتمعت حكومة الحرب الإسرائيلية ليل الثلاثاء – الأربعاء، وقررت أن تطلب من الولايات المتحدة ضمانات بمواصلة الحرب على «حماس» في حال انتهاك الحركة الاتفاق، على ما أوردت قناة التلفزيون العام الإسرائيلي «كان».

«دخول آمن»

على الصعيد الإنساني، نددت منظمة «أوكسفام» البريطانية الخيرية، الثلاثاء، بأوضاع صحية «مروِّعة» في المواصي، حيث أجبر الجيش الإسرائيلي مليون شخص على النزوح من رفح شمالاً.

وقالت، في بيان، إن «الظروف المعيشية مروعة لدرجة أنه لا يوجد في المواصي إلا 121 مرحاضاً لكل 500 ألف شخص، ما يعني أنه يتعين على كل 4130 شخصاً أن يتشاركوا مرحاضاً واحداً».

وباتت المساعدات الإنسانية تصل بصورة نادرة جداً إلى قطاع غزة، مع إغلاق معبر رفح مع مصر عند بدء العملية الإسرائيلية في المدينة.

وأعلنت «كوغات»، وحدة التنسيق التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية والمسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الثلاثاء، أن معبر كرم أبو سالم يعمل «بكامل طاقته»، مشيرة إلى أن «محتوى أكثر من ألف شاحنة مساعدات» ينتظر أن توزعه الأمم المتحدة.

غير أن منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث رأى أنه بات «شبه مستحيل» تسليم المساعدات إلى سكان قطاع غزة.

وكتب على منصة «إكس»: «لسنا قريبين حتى من المستوى الذين ينبغي أن نكون عنده. نحن في حاجة إلى أن تكون كل نقاط العبور مفتوحة. نحن في حاجة إلى دخول آمن وبلا عقبات»، داعياً إلى وقف إطلاق نار.

وعلى جبهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء: «نحن جاهزون لشن عملية مكثفة للغاية في الشمال»، مؤكداً: «بهذه الطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن للمنطقة الشمالية»، على الحدود مع لبنان التي تشهد تبادلاً شبه يومي للقصف بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني منذ اندلاع الحرب مع حركة «حماس» في قطاع غزة.

وأدلى نتنياهو بتصريحه خلال زيارة إلى بلدة كريات شمونة قرب الحدود اللبنانية، في منطقة شهدت حرائق اندلعت إثر إطلاق «حزب الله» صواريخ، الاثنين، ما أثار ردود فعل حادة في إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى