«إنها مجرد البداية». بهذه الكلمات علق المصري محمد السيد المصنف عاشراً عالمياً على تتويجه بالميدالية البرونزية في سلاح سيف المبارزة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، واعداً بتحقيق المزيد.
منح السيد الذي كان هدفه في باريس التتويج بميدالية أولمبية، الميدالية الأولى لمصر في عاصمة الأنوار، والثانية في تاريخها في المبارزة بعد فضية مواطنه علاء الدين أبو القاسم في أولمبياد لندن عام 2012.
قال عقب نيله المعدن البرونزي: «ما زلت في سن الحادية والعشرين من عمري. إنها مشاركتي الثانية في الألعاب الأولمبية. إنها ليست النهاية. إنها مجرد البداية».
حقق السيد ما فشل فيه في مشاركته الأولى في أولمبياد طوكيو قبل ثلاثة أعوام عندما توقف مشواره في ربع النهائي.
في باريس، حقّق السيّد فوزين سهلين على الكولومبي جون إديسون رودريغيس 15-7 في دور الـ32، والإيطالي أندريا سانتاريلي 15-0 في دور الـ16 قبل أن ينجح في تخطي دور الثمانية بفضل النقطة الذهبية على حساب البلجيكي نيسر لويولا 9-8.
أوقعته القرعة في نصف النهائي أمام خصم يعرفه جيداً هو الفرنسي يانيك بوريل حامل ذهبية الفرق في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016.
دخل السيد المواجهة بتفوّق معنوي كونه جرَّد بوريل من اللقب الأولمبي في طوكيو قبل ثلاثة أعوام، ثم تغلّب عليه قبل شهرين.
استهل المواجهة الباريسية بحذر ووقف نداً أمام الفرنسي في الفترة الأولى، التي انتهت بتخلفه 2-4، قبل أن ينهار في بداية الثانية 2-7 ثم قلص الفارق حتى انتهت بفارق خمس نقاط لصالح بوريل 4-9. حاول العودة في الثالثة لكن دون جدوى وخسر 9-15 أمام الفرنسي الذي توج بالفضية لاحقاً.
عاد من بعيد في مباراة المركز الثالث، حيث كان متخلفاً 3-5 و6-7 قبل أن يفعلها بالنقطة الذهبية ويفوز بالمباراة 8-7.
قال: «كانت المواجهة صعبة جدا، وشهدت الكثير من التشويق في فتراتها الأخيرة».
وأضاف: «لكنني أعتقد أن المبارز الفائز هو الذي كان أقوى ذهنياً. أنا ممتن جداً لأنني كنت ذلك الشخص اليوم. إنه شعور رائع عندما تفوز وتدرك أنك تحصل على ميدالية أولمبية».
لم يخف السيد إعجابه بمتحف القصر الكبير «غران باليه» حيث تقام منافسات المبارزة «أنا أحب المتاحف. أدرس في نيويورك. في كل مرة أذهب فيها إلى متحف هناك، أحب زيارته. والمبارزة هنا، أشعر بالروعة لرؤية هذه التصاميم، هذه الأجواء. إنه شعور مذهل».
كانت الميدالية البرونزية الـ20 لمصر في تاريخ مشاركاتها في دورة الألعاب الأولمبية والـ39 في مختلف الألوان (8 ذهبيات و11 فضية).
ركض السيد بجنون، محتفلاً بفوزه وبقفزة على طريقة قدوته نجم المنتخب البرتغالي لكرة القدم كريستيانو رونالدو!
علَّق عليها قائلاً: «لقد فعلت ذلك في المرة الأخيرة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو. كان الأمر طبيعياً وعلَّق عليه العديد من الأشخاص وانتشر على نطاق واسع. لذلك أردت تكرار ذلك اليوم».
أهدى السيّد الميدالية لوالدته وقال: «اللاعب الفرنسي كان أصعب خصم واجهته. فزت عليه في طوكيو وقبل شهرين فزت عليه أيضاً، لكنّه بدّل تكتيكه… آمل أن نحقق نتيجة أفضل في مسابقة الفرق».
ينتمي السيد إلى عائلة «مبارزة 100في المائة»، والداه مدربان في هذه الرياضة، وشقيقاه أحمد وجنا يمارسانها أيضاً. أحمد يلعب في جامعة ولاية واين ستايت وكان من المتأهلين إلى نصف نهائي بطولة الرابطة الوطنية للجامعات الأميركية سابقاً. واجها بعضهما بعضاً في بطولة الجامعات في عام 2023، وفاز محمد.
شقيقته جنا بطلة في السلاح.
بدأ السيّد المبارزة بعمر السادسة في طنطا، متأثراً بعمل والديه مدربي المبارزة. يصف شعوره عند ممارسة هذه الرياضة «تكون حراً. تعبّر عن نفسك بطريقة مختلفة».
استهل السيد الذي يدرس تحليل البيانات في جامعة لونغ آيلاند في بروكلين، نيويورك، مشواره الأولمبي في ألعاب طوكيو صيف 2021 فحل ثامناً في السيف.
وكان مواطنه زياد السيسي بلغ نصف نهائي مسابقة الحسام السبت، لكنه أخفق في تحقيق ميدالية برونزية.
Share this content:
اكتشاف المزيد من صحيفة باتسر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.