أكد البرتغالي برناردو كارفالو، الرئيس التنفيذي للتوسع الدولي في نادي بنفيكا، أن الاستثمار في الكرة السعودية أصبح مدرجاً ضمن خططهم المستقبلية، بعد القفزة العملاقة لدوري المحترفين السعودي.

وكشف برناردو كارفالو، أحد أهم المديرين في إدارة نادي بنفيكا البرتغالي، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، عن إمكانية افتتاح أكاديمية لنادي بنفيكا في المملكة في الفترة المقبلة، متحدثاً عن خطط للارتباط مع بعض الأندية السعودية في شراكات وتوأمة.

المسؤول البرتغالي قال الكثير لـ«الشرق الأوسط» فكان الحوار التالي:

> حدِّثنا عن مسيرتك الإدارية؟ كيف أصبحت محترفاً في هذا المجال؟

– لقد درست إدارة الفنادق في آيرلندا عام 1987، متبعاً خطوات والدي، ولكن سرعان ما توصلت إلى أنني أريد أن أكون في إدارة الأعمال، لذلك قمت بدراسة هذا المجال وعملت في الامتيازات التجارية خلال معرض إكسبو 98 في لشبونة، إذ توليت الكثير من المسؤوليات المختلفة مثل التعامل مع 20 مليون زائر متوقَّع، بالإضافة إلى الترويج لفعاليات المعرض التجاري. بعد ذلك عملت مع شركة «وارنر بروس» في منصب المدير التجاري والتسويقي لبطولة أوروبا لعام 2004، مما جعلني أعمل في مجال صناعة كرة القدم حتى الوصول إلى نادي بنفيكا عام 2005، والعمل من خلاله لمدة 18 عاماً، حتى عملت بشكل مقرب مع الرئيس التنفيذي لبنفيكا، دومينغوس إس أوليفيرا، الذي يعمل الآن في نادي الاتحاد بالسعودية. لقد تعلمت الكثير معه ويجب أن أقول إنها كانت رحلة رائعة، من خلال إعادة بناء علامة بنفيكا التجارية من الصفر، كما أقود مشروع التوسع الدولي من خلال أعمالنا الرائعة مع الأكاديمية، والتي تعد ربما أفضل أكاديمية في العالم، وأنا مسؤول أيضاً عن الشراكات التجارية الدولية، ومن بينها إتمام صفقة رعاية «طيران الإمارات» وغيرها من الصفقات الأخرى.

> هناك الكثير من الأسماء البرتغالية في الدوري السعودي بين اللاعبين والمدربين… هل تتابع الدوري السعودي بسببهم؟

– بالطبع أتابع، هذا أحد الأسباب أن المملكة العربية السعودية مدرجة في قائمة أهدافنا الآن لأسباب كثيرة، ولكن هناك سبب شخصي أيضاً، فأنا صديق مقرب لدومينغوس سواريس دي أوليفيرا، الرئيس التنفيذي للاتحاد، وأنا أعرف شخصياً أيضاً رؤساء تنفيذيين آخرين لذلك فأنا أبحث عن اهتمامات تجارية واستراتيجية.

أعلم أن هناك الكثير من الأشخاص الأذكياء والمتحمسين الذين يقودون المشروع الرياضي في السعودية، ولكي أكون صادقاً فأنا مهتمّ بهذه النتيجة أكثر من نتائج الملعب. يمكن أن ينمو هذا الدوري ليصبح منافساً مباشراً للبطولات الأوروبية تماماً كما هو الحال الآن. هذه أوقات مثيرة للاهتمام للغاية، حيث نَمَت صناعة كرة القدم البرتغالية بشكل كبير في الأعوام العشرين الماضية، لعدة أسباب بدءاً من رؤية الإدارة العليا، بالإضافة إلى الدوري والنجاحات الأوروبية وقدرات ومهارات التدريب البرتغالي، وأخيراً برنامج الأكاديمية وبعض البرامج الأخرى.

فكِّر في الأمر… البرتغال أصغر بـ4 مرات مقارنةً بالسعودية من حيث عدد السكان، وأصغر بـ20 مرة من حيث مساحة الأرض، لذلك فإن فرص النمو والتطور متاحة بقوة وممكنة خلال الفترة القادمة.

> الدوري السعودي أصبح مليئاً بالنجوم الكبار من مختلف دول العالم… كيف ترى فرص الاستثمار والتطوير في كرة القدم السعودية؟

– لقد كنت مهتماً جداً بالدوري السعودي وبالاستراتيجية التي يجري تنفيذها في البلد. في كرة القدم والرياضة عموماً أيضاً. لذلك، نحن نفهم أن هناك قفزة كبيرة في هذا المشروع مع المواهب والاستثمارات، وبالنسبة لنا، هذا شيء ننظر إليه بعين الاهتمام.

هناك الكثير من اللاعبين والمدربين البرتغاليين في السعودية، ولذلك لدينا الكثير من المعلومات. نحن يمكننا حقاً رؤية الكثير من الفرص في كرة القدم السعودية. في الواقع، لدينا شراكة مستمرة مع شركة سعودية تدعى «هايتس آند جويلز». دُعيت مع فريق من الزملاء لزيارة الرياض وكانت لنا اجتماعات مع وزارة الرياضة ومع اللجنة الأولمبية ومع اتحاد كرة القدم، ومع أكاديمية «مهد». هناك خطط نحو تطوير هذه الخطوة ونحن نتحدث، ستسمعون عن خطط بنفيكا في التطوير قريباً في السعودية، بالتأكيد.

كارفالو من زيارته للاتحاد السعودي لكرة القدم (الشرق الأوسط)

> هل هناك إمكانية لإقامة شراكة مع الاتحاد السعودي لصقل المواهب في المملكة؟

– نعم، نحن نُجري محادثات مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ومع بعض الجهات الأخرى والأندية. لا شك أن السعودية ستكون اللاعب الرئيسي في المنطقة، ونحن نرى ذلك بوضوح، لذلك يمكن بالتأكيد إنشاء أكاديميات هناك، وأن تكون جزءاً من أكاديميتنا الرئيسية، التي ننشئها لربط أفضل اللاعبين والمواهب في جميع أنحاء العالم. ستكون للاعبين الموهوبين أبواب مفتوحة في الدوري البرتغالي ودوري أبطال أوروبا، بالتأكيد سنرى لاعباً سعودياً قريباً يسلك هذا المسار دولياً وعالمياً.

> هل من الممكن أن تكون هناك وصفة للأندية في السعودية للاستثمار في الرياضة وتكرار تجربة بنفيكا؟

– من المؤكد أن هناك معياراً أُنشئه في بنفيكا، من الممكن في السعودية تكرار ذلك، مع الأخذ في الاعتبار الثقافة المحلية. بنفيكا ينافس محلياً وأوروبياً مع جمع المواهب، ومن الممكن تكرار هذا النمو في السعودية. يحدث بالفعل تنفيذ هذه الخطة على سبيل المثال في الاتحاد، من المؤكد أن دومينغوس سينفّذ بعضاً من الإنجازات التي أسهم في تحقيقها في بنفيكا. إنه قائد رائع ويتمتع برؤية عظيمة، وهذا ما سيفعله لمساعدة كرة القدم السعودية على الازدهار.

> هل من الممكن رؤية شراكة كروية مستقبلية بين بنفيكا ونادٍ سعودي؟

– يمكن أن يحدث ذلك بالفعل، كما قلت من قبل، من الممكن أن يكون هناك ارتباط مع نادٍ سعودي تمهيداً لنقل أفضل المواهب إلى أوروبا ودوري الأبطال والدوريات العالمية، كما يمكن أن تكون هناك شراكات أخرى مثل الشراكة التقنية للعثور على المواهب وتطويرها، مما يتيح الوصول إلى نخبة اللاعبين، ولكن في نهاية المطاف يبقون في السعودية مع ازدياد قوة الدوري. نحن نعمل بشأن هذا، وكما قلت سيكون هناك إعلان مهم في الأشهر الأربعة المقبلة بخصوص هذا، إننا في البداية فقط.

> بنفيكا يكسب أموالاً طائلة من بيع اللاعبين. هناك إحصائية تقول إن النادي باع لاعبين بنحو 1.3 مليار يورو خلال 13 عاماً. ما سر نجاح بنفيكا في هذا السياق؟

– يعود الأمر مرة أخرى إلى الإدارة ذات الاستراتيجية الواضحة. سوقنا التجارية صغيرة جداً مقارنةً بأقراننا في إسبانيا أو فرنسا أو إنجلترا، ولكي تتمكن من المنافسة مالياً مع أفضل 15 نادياً في أوروبا، نحتاج إلى إنفاق أكثر من إيرادات ميزانيتنا، وهذا هو سبب حاجتنا لبيع اللاعبين عملياً كل عام.

الجميع في النادي يعرف هذا، وهذا واضح تماماً؛ أننا بحاجة إلى تحقيق مزيد من الإنجازات كل عام، وهذا ينعكس على مبيعات لاعبينا وأكاديميتنا. بطريقة ما يمكنك القول إننا النادي الصحيح في السوق الخطأ، لذلك كنا في حاجة إلى استراتيجية تضمن تطوير المواهب وتحسين مستوى اللاعبين، من خلال الإنفاق عليهم والاستثمار في موهبتهم، حتى نتمكن من الاستمرار في المنافسة على أعلى مستوى في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، مع الحفاظ على الربحية.

الأسرار هي: العمل الجاد، والرؤية الثاقبة، والعمل الجماعي المتّحد على الأهداف. لحُسن الحظ بالنسبة لي على المستوى الفردي في آخر 18 عاماً، حققنا مزيداً من النجاحات، لقد كانت رحلة رائعة حتى الآن.

> تعد أكاديمية بنفيكا لكرة القدم واحدة من أفضل الأكاديميات في أوروبا والعالم. هل تستطيع شرح تفاصيل هذه الأكاديمية العملاقة؟

– حسناً، البرتغال منجم ضخم لمواهب كرة القدم. بنفيكا، في البداية لم يكن أبداً نادي الأكاديمية. كانت لدينا أندية أخرى تقوم بهذه المهمة تاريخياً. رئيسنا السابق ومجلس الإدارة، سرعان ما فهمنا أننا بحاجة للدخول في هذا العمل. في عام 2006 أدركنا أننا بحاجة إلى النمو والنجاح الرياضي، عينَّا في الأساس أفضل المدربين والموظفين الفنيين، واستثمرنا في التكنولوجيا والمعدات من الدرجة الأولى، مع إنشاء نظام لعب ناجح لجميع اللاعبين والمدربين والمديرين.

الباقي هو التاريخ. الشيء المهم الذي يجب تأكيده أيضاً هو أننا منحنا الفرص حقاً للشبان الموهوبين. أفضل وألمع النجوم يعلمون أنه ستكون لديهم فرصة في الفريق الأول بمجرد السير على المسار الصحيح.

من الواضح أن هذه الاستراتيجية تؤتي ثمارها وقد سمحت لنا بذلك بالعثور على نجوم مثل برناردو سيلفا، وجواو كانسيلو، وروبن دياس، وجواو فيليكس، وغونزالو راموس. الآن جواو نيفيس وأنطونيو سيلفا، النجوم الصاعدون الكبار القادمون، إنه مصنع للمواهب، مثل جامعة مرموقة، أفضل الأطفال يريدون الذهاب إلى هناك. تبدو كلمات بسيطة ولكنها استغرقت 15 عاماً من المثابرة والرؤية والعزيمة والعمل الجاد والقليل من الحظ بالتأكيد.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *