حدَّدت مؤسسة بينالي الدرعية شهر يناير (كانون الثاني) من عام 2025 موعداً لإقامة الدورة الثانية من «بينالي الفنون الإسلامية»، والتي ستشهد، للمرة الأولى، إطلاق «جائزة المصلّى» الدولية.
وستدشَّن الدورة المقبلة من «بينالي الفنون الإسلامية» في صالة الحجاج الغربية، بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، مستقبلاً زُوّاره من شهر يناير 2025 حتى مايو (أيار) من العام نفسه. وتبلغ المساحة الكلية للموقع أكثر من 110.000 متر مربّع، تمتد مساحة مَعارضه على ما يزيد عن 12.000 متر مربع منها.
يشرف على البينالي نخبة من القيّمين الفنيين العالميين، تضم كلاً من المدير الفني الدكتور أمين جعفر، مدير مجموعة آل ثاني، الذي تتناول أعماله الأكاديمية والفنية محطات التقاء الثقافات الأوروبية والآسيوية، والمدير الفني الدكتور جوليان رابي، المُحاضر السابق في الفنون والعمارة الإسلامية بجامعة أكسفورد والمدير السابق للمتحف الوطني للفن الآسيوي، التابع لمؤسسة سميثسونيان وعضو فريق القيّمين الفنيين للدورة الأولى لبينالي الفنون الإسلامية، والكاتب والمؤرّخ الدكتور عبد الرحمن عزّام، مستشار معرض ومنتدى «المدار» ضمن الدورة الأولى من «بينالي الفنون الإسلامية» في عام 2023، بالإضافة إلى القيّم الفني لأعمال الفن المعاصر الفنان السعودي مهنّد شونو، الذي شارك بعمل بوصفه تكليفاً جديداً في الدورة الأولى للبينالي ومَثّل المملكة العربية السعودية في المعرض الدولي الفني الـ59 ضمن «بينالي البندقية 2022».
وأكد نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة بينالي الدرعية، الأستاذ راكان الطوق، أن عودة «بينالي الفنون الإسلامية» بدورته الثانية جاءت بعد نجاح استثنائي حققته الدورة الأولى، ليستكمل مهمته بتسليط الضوء على كنوز الحضارة الإسلامية وتاريخها، والاحتفاء بالمؤسسات المكرّسة لها؛ تثميناً لدورها في الحفاظ على التراث الإسلامي العريق.
وأضاف أن الدورة الثانية للبينالي ستشهد عودة معرض ومنتدى «المدار» بصورة موسَّعة، والذي يجمع تحت مِظلته كبرى مؤسسات الفنون الإسلامية المحلية والدولية، عارضاً مقتنياتها الثمينة، كما سيتضمّن جناحين منفصلين لمكة المكرمة والمدينة المنورة يستعرضان التاريخ العريق لهذين الموقعين المقدَّسين، ليستمر البينالي على عهده بإثراء الحوار ومدّ جسور التواصل بين الماضي والحاضر، بإشراف نخبة من الخبراء المحليين والعالميين، الذين سيمنحون زوار البينالي من داخل المملكة وخارجها معرضاً مؤثراً وجميلاً نفخر به.
من جهتها، أشارت الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية، آية البكري، إلى أن المؤسسة حرصت على اختيار فريق من القيّمين الفنيّين المبدعين، انطلاقاً من التزامها بتنظيم وإدارة معارض فنية وثقافية عالمية، واستكمالاً لمسيرة النجاح التي حققتها في الدورة الأولى، مشيرةً إلى أن «الخبرات المتنوعة التي يتمتع بها هذا الفريق الفني ستسهم في طرح رؤية فنية متجددة، إلى جانب تشجيع الحوار البنّاء في مجالات الفنون الإسلامية بين مختلف الجهات والزوار على الصعيدين المحلي والعالمي».
وحول «جائزة المصلّى»، كشفت مؤسسة بينالي الدرعية أنها مسابقة دولية للتصميم المعماري، تأكيداً لأهمية العمارة بوصفها عنصراً أساسياً من عناصر الفنون والحضارة الإسلامية، وفي إشارة للمكانة التي يكتسبها الموقع بوصفه صَرحاً معمارياً بارزاً حائزاً جائزة آغا خان للعمارة. وستطرح هذه المسابقة الدولية بشكل دوري مع كل دورة جديدة من البينالي، وسيقدم فيها المشاركون تصميماً جديداً لمصلّى مؤقت، ليشيّد التصميم الفائز على أرض البينالي.
وستُولي المسابقة أولوية للتصميمات التي تطبق معايير عالية من الاستدامة البيئية، على أن يجري الإعلان عن مزيد من التفاصيل حول الجائزة، بما في ذلك أسماء أعضاء لجنة التحكيم، خلال الأسابيع المقبلة.
ويكتسب بينالي الفنون الإسلامية أهمية كبرى؛ لكونه البينالي الأول من نوعه المكرَّس لفنون الحضارة الإسلامية، حيث ينفرد بتسليط الضوء على الإرث الغني لهذه الحضارة، من خلال عرض خلّاق يجمع الأعمال التاريخية والمعاصرة في موقع وسرد واحد، ويقام في صالة الحجاج الغربية، التي تتمتع بمكانة خاصة لدى كل الحجاج والمعتمرين على اختلاف ثقافاتهم، إذ تمثل بوابة الاستقبال والعبور لملايين من ضيوف الرحمن.
يأتي اختيار وزارة الثقافة لهذه الصالة مع خيامها الفريدة لاحتضان البينالي، تأكيداً للأهمية التاريخية لهذا الموقع، وإثراءً لدوره في توفير ملتقى للتبادل الثقافي والاحتفاء بالفنون الإسلامية، ورفداً للمشهد الفني في جدة، والمملكة بشكل عام، حيث يوفر البينالي منصة مهمة للتلاقي الثقافي، وإطلاق العنان للإبداع، متيحاً لزواره فرصة استكشاف ما أسهمت به الثقافات والفنون الإسلامية على مر العصور وتأثيرها في الحضارات والمجتمعات العالمية.
وكانت الدورة الأولى لـ«بينالي الفنون الإسلامية»، التي أقيمت عام 2023 تحت شعار «أول بيت»، قد حقّقت نجاحاً كبيراً بحضور ما يزيد عن 600 ألف زائر، متضمناً نحو 40 عملاً فنياً، وما يقارب 500 قطعة أثرية مُعارة من مختلف المؤسسات المحلية والدولية.
وتُعدّ «مؤسسة بينالي الدرعية» مؤسسة ثقافية غير ربحية أسستها وزارة الثقافة عام 2020، بهدف تعزيز التعبير الإبداعي في السعودية.
Share this content:
اكتشاف المزيد من صحيفة باتسر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.