اجتذب الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» عدداً كبيراً من أبناء الجالية السودانية في مصر، خلال عرضه الخاص مساء (الاثنين) في سينما الزمالك بالقاهرة، بعد سلسلة من النجاحات اللافتة التي حققها في مهرجانات دُولية نال فيها جوائز عدة، وتقرر بدء عرضه جماهيرياً الثلاثاء في 10 دور عرض مصرية.

وخيمت أجواء حرب غزة على العرض الخاص الذي أقيم من دون طقوس احتفالية ومن دون سجادة حمراء، كما هو معتاد، وعبّر بعض صناع الفيلم عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية في كلمات ألقوها خلال العرض الخاص.

أبطال فيلم «وداعاً جوليا» (الشركة الموزعة للفيلم)

ومن فريق الفيلم حضر العرض الخاص أمجد أبو العلا المشارك في إنتاجه، والمنتج محمد العمدة، ومن أبطاله حضرت إيمان يوسف، ونزار جمعة، وقير دويني، بينما غابت عنه بطلته سيران رياك ومخرج الفيلم محمد كردفاني بسبب تأخر صدور التأشيرة الخاصة بهما، كما حضر الفنان علي مهدي، ومن المخرجين والفنانين المصريين حضر خيري بشارة وأمير رمسيس، والفنانة سلوى محمد علي.

387465 «وداعاً جوليا» ينطلق في مصر بلا طقوس احتفالية
المخرج خيري بشارة والمنتجة شاهيناز العقاد (الشركة الموزعة للفيلم)

وأبدت الممثلة والمغنية السودانية إيمان يوسف سعادتها لعرض الفيلم، معربة عن تطلعها لمعرفة «رد فعل الجمهور المصري»، وأوضحت في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن قصة الفيلم ترتبط بالأحداث الحالية التي يعيشها السودان، خصوصاً لمن اضطرتهم الظروف إلى مغادرة وطنهم مرغمين.

وفيما أبدى محمد العمدة حماسه لعرض الفيلم تجارياً للمرة الأولى في مصر، نوّه في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن العرض التجاري الثاني له سيكون في فرنسا 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مضيفاً أنه سيتوالى عرضه تباعاً في الدول العربية.

ويعيش في مصر أكثر من 5 ملايين سوداني حسب تقارير مصرية وسودانية، حيث نزح عدد كبير من الفنانين السودانيين إلى مصر خلال الأشهر الماضية بسبب الحرب الدائرة بين «الجيش السوداني» و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم.

وحصد فيلم «وداعاً جوليا» جوائز دُولية عدّة، من بينها جائزة «الحرية» في مهرجان «كان السينمائي»، وجائزة أفضل فيلم أفريقي في جوائز «سبتيموس» الدُّولية، وقبل أيام حاز جائزة «روجر إيبرث» في مهرجان «شيكاغو السينمائي».

ويعد هذا الفيلم التجربة الأولى للمخرج محمد كردفاني في الأفلام الطويلة، وخلال أحداث الفيلم والعلاقات المتشابكة بين أبطاله، يكشف تدريجياً ما آل إليه الوطن من تمزق وتفرق، إذ تبدأ الأحداث عام 2005 قبل الانفصال الذي وقع بين شمال وجنوب السودان عبر قصة إنسانية. فالبطلة منى تعمل مطربة ويجبرها زوجها على وقف الغناء، وتصيب طفلاً جنوبياً بسيارتها، فيطاردها والده حتى بيتها، ويطلق زوجها عليه الرصاص ليرديه قتيلاً، ويدفعها شعورها بالذنب للاستعانة بجوليا زوجة القتيل، لتعمل خادمة لديها، وتدفع بطفله للمدرسة، وتتصاعد الأزمة حين يُكتشف هذا السر.

387467 «وداعاً جوليا» ينطلق في مصر بلا طقوس احتفالية
الممثلة سيران رياك في دور جوليا بمشهد من الفيلم (الشركة الموزعة للفيلم)

ورأى الناقد المصري طارق الشناوي أن عرض الفيلم في مصر يُعد فرصة لمشاهدة السينما العربية، لا سيما أنه يحمل حسّاً جماهيرياً يمكّنه من جذب المتفرجين، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أنه رغم تفهم المصريين للهجة السودانية فإن الترجمة التي وُضعت باللغة الفصحى على تتر الفيلم ستلعب دوراً في وصول العمل للجمهور لأنه فيلم متعدد المستويات والقراءات، كما أن دخوله المنافسة على جائزة أفضل فيلم دُولي في الأوسكار مستحق.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *