قال رياضيون فلسطينيون إن مجرد مشاركتهم في أولمبياد باريس 2024 انتصار لبلدهم في ظل الصراع في الشرق الأوسط.

ومعظم الرياضيين الذين يمثلون فلسطين في أولمبياد باريس وُلدوا في أماكن أخرى، ومع ذلك فإنهم يهتمون بشدة بالسياسة في وطن آبائهم وأجدادهم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وقال رياضيون فلسطينيون إنهم متحمسون للمنافسة، ولكنهم يقولون إن وجودهم في الألعاب لا يقتصر على الرياضة فقط، أو حتى في المقام الأول. ومع الحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة والتي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف في غزة، فإن هؤلاء الرياضيين – اثنان منهم من الضفة الغربية – يتحملون أعباءً أكبر.

وقال يزن البواب، وهو سباح يبلغ من العمر 24 عاماً وُلد في المملكة العربية السعودية، ويعيش في دبي، إنه لا يتوقع التقدير لأدائه في السباحة. وقال إنه يعد السباحة وسيلة للتعبير عن القضية الفلسطينية، وتابع لوكالة «أسوشييتد برس»: «للأسف، لم يسألني أحد قط عن سباقاتي. لا أحد يهتم. سأكون واضحاً وصادقاً: فرنسا لا تعترف بفلسطين دولةً، لكنني هناك، أرفع العلم. هذا هو دوري».

السباح الفلسطيني يزن البواب (أ.ب)

وتتألف البعثة الفلسطينية المشاركة في الأولمبياد، التي تنطلق يوم الجمعة المقبل، من 6 رياضيين يشاركون في منافسات الملاكمة والجودو والتايكوندو والرماية والسباحة دون آمال كبرى في الفوز بميدالية.

وتقول السلطات الصحية في غزة إن نحو 39000 فلسطيني قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة. وقبل الأولمبياد، حصل الرياضيون الفلسطينيون على دعم من دول عربية بينها الكويت وقطر وليبيا ومصر، للسماح لهم بالتدرب.

وقال مسؤولو الرياضة الفلسطينيون إن أكثر من 300 رياضي وحكم ومسؤول رياضي قُتلوا في الحرب الإسرائيلية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وإن كل المنشآت الرياضية في غزة دُمرت.

عمر إسماعيل، الذي وُلد في دبي لأبوين ينحدران من مدينة جنين بالضفة الغربية، لديه طموحات رياضية أسمى، وبعد وقت قصير من حصوله على مكانه في الفريق في بطولة تصفيات التايكوندو في الصين، قال اللاعب البالغ من العمر 18 عاماً لوكالة «أسوشييتد برس» إنه يهدف إلى الفوز بميدالية ذهبية في باريس.

722606 مشاركتنا في أولمبياد باريس ليست فقط للرياضة (صور)
لاعب التايكوندو الفلسطيني عمر إسماعيل خلال التدريبات في الإمارات (أ.ب)

وقالت السباحة فاليري ترزي: «قلت ذلك سابقاً، لكنني واحدة من أوفر الناس حظاً في العالم. تتسنى لي فرصة المنافسة لصالح بلدي، وأن أرفع علم بلدي».

722631 مشاركتنا في أولمبياد باريس ليست فقط للرياضة (صور)
السباحة الفلسطينية فاليري ترزي ترسم على أظافرها دوائر الأولمبياد وعلم فلسطين والشال الفلسطيني (أ.ب)

وتتابع لوكالة «رويترز» للأنباء: «قلبي معهم. في كل مرة أسبح فيها، أفكر في شعب فلسطين ومعاناته. وأريد أن أمثلهم على أفضل نحو ممكن».

722630 مشاركتنا في أولمبياد باريس ليست فقط للرياضة (صور)
السباحة الفلسطينية فاليري ترزي (رويترز)

مواجهة محتملة مع إسرائيليين

وقد يواجه الرياضيون الفلسطينيون الرياضيين الإسرائيليين في باريس. وقالت اللجنة الأولمبية الإسرائيلية إنها سترسل 88 رياضياً إلى باريس، وإنهم سيتنافسون ضد رياضيين من أي مكان.

وقال نادر الجيوسي المدير الفني للفريق: «كانت لدينا آمال كبيرة للغاية في أن نذهب إلى باريس 2024 مع رياضيين مؤهلين. لقد فقدنا كثيراً من هذه الفرص بسبب التوقف الكامل لكل نشاط في البلاد». ورفض الجيوسي القول ما إذا كان قد تم إصدار مبادئ توجيهية واضحة للرياضيين الفلسطينيين حول ما إذا كان من المتوقع منهم – كشكل من أشكال الاحتجاج ضد الحرب في غزة – أن ينسحبوا من المنافسة بدلاً من مواجهة الإسرائيليين. وقال: «دعونا نرى ما الذي ستضعه القرعة أمام رياضيينا. نحن نعرف ما نريد القيام به، ولكن ليس علينا أن نقول كل ما نريد القيام به».

722604 مشاركتنا في أولمبياد باريس ليست فقط للرياضة (صور)

أحد المرشحين الأولمبيين الذين لم يتأهلوا هو لاعب رفع الأثقال المولود في غزة محمد حمادة، وهو حامل علم أولمبياد طوكيو 2021. عندما بدأت الحرب، انتقل الحمادة إلى مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، وتدرب 25 يوماً، لكن بسبب نقص الغذاء، خسر حمادة – الذي تنافس في فئة وزن 102 كيلوغرام (225 رطلاً) – تدريجياً نحو 18 كيلوغراماً (40 رطلاً).

حصل الحمادة في النهاية على تأشيرة لمغادرة غزة، وانتقل إلى قطر لمواصلة تدريبه. لكن الجيوسي قال إنه لم يتمكن من إعادة جسده إلى المستوى الأولمبي.

وقال الجيوسي إن الفوز بالميداليات ليس على رأس أولويات الرياضيين الذين وصلوا إلى باريس. (لم يفز أي رياضي فلسطيني بميدالية أولمبية على الإطلاق)، وتابع: «نحن ذاهبون إلى هناك لإظهار فلسطينيتنا». وأضاف: «نحن نركز على المنافسة حتى اللحظة الأخيرة، وهو ما كنا نقوم به كأمة منذ 80 عاماً».

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *