أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي الوقوف إلى جانب أهالي الجنوب، داعياً لإعطاء الشعوب المقهورة حقوقها. وفي حين رفض شطب القضية الفلسطينية، شدد على أن «حل الدولتين هو المطلوب، وهو الذي يحقق السلام، وسنعمل على أن نكون صانعي السلام».

أتت مواقف الراعي في زيارة له إلى صور للتضامن مع أهالي الجنوب، حيث كان في استقباله نواب من المنطقة ورجال دين ووفد من قوات «اليونيفيل» وممثلون عن القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية والأحزاب في المنطقة.

واستهلّ الراعي والوفد المرافق زيارته الجنوبية في كنيسة سيدة البحار المارونية في صور، ومن ثم زار كنيسة مار توما للروم الملكيين الكاثوليك ودار الإفتاء الجعفري، حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله وعدد من الفعاليات والشخصيات الرسمية والروحية، وختم زيارته في دار الفتوى بصور، حيث كان في استقباله مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال وعدد من القيادات الروحية والأهلية.

ودعا الراعي خلال زيارته للعمل «من أجل السلام وإعطاء الشعوب المقهورة حقوقها»، وقال: «هذه الزيارة التضامنية في ظل الظروف الصعبة هي واجب إنساني أمام هول ما يحصل، وهي من أجل السلام، خاصة أن هذه المنطقة تدفع أثمان حرب لا يوجد فيها أي شعور إنساني، وتدمر وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولا نقدر إلا أن نأتي إلى صور لنقول لكل أهلنا في الجنوب إننا إلى جانبكم ومعكم ونتوجه بالتحية لجميع الحضور».

وأكد: «نحن حرصاء على أن نأتي لنحافظ على وحدتنا بتنوعها، وهذه الحرب مدمرة ليس فقط في غزة بل هي حرب خارجة عن كل الحضارة والقوانين الإنسانية، وقد أتينا لنعلن السلام. ودون سلام لا توجد حياة، وكل إنسان له دور، ولا نرضى أن يشوه دور الإنسان. نريد أن نقف في وجه الحقد والكراهية والبغض ونحن إخوة، وهذه هي الثقافة اللبنانية الحقيقية، وهذه هي الثقافة الروحية الكنسية الحقيقية».

وفي حين لفت إلى أن كل البلدات تعيش اليوم تبعات الحرب على غزة، وقد اضطر أهالي البلدات الجنوبية إلى ترك منازلهم، وجّه التحية «لكل البلدات والأهالي الذين هم إخوتنا وأهلنا»، داعياً لحماية الوطن والاهتمام به. وشدد: «علينا أن نعمل من أجل القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة، ونعلن أننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى أن تُشطب هذه القضية بلحظة سريعة، بل نسعى للسلام الدائم».

ومن صور وجّه الراعي التحية لأهالي غزة، مؤكداً أن «حل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يحقق السلام، وسنعمل على أن نكون صانعي السلام».

وخلال لقاء الراعي مع الفاعليات تحدث النائب في كتلة «حزب الله»، حسن عز الدين، مرحِّباً، وقال إن «القضية الفلسطينية لن تموت ما دام لها مطالبون. نحن نمارس دورنا الوطني، وحرصنا على الوطن، ندعم إخواننا في غزة، حيث العدو الإسرائيلي يمارس القتل والتدمير. وإننا بالتضامن مع غزة نمارس وطنيتنا، وهذه دماء شهدائنا مع شهداء الجيش اللبناني، وسيبقى الوطن أرضاً صلبة للتلاقي والحوار، وهذا ما نعيشه في صور»، وتوجه إلى الراعي قائلاً: «نتبادل الآلام والآمال، وآمالنا بكم كبيرة يا غبطة البطريرك، وإلى مزيد من التواصل والتلاحم».

وفي دار الإفتاء الجعفري عدّ الشيخ حسن عبد الله أن «هذا اللقاء يعكس نهج لبنان الذي يجتمع في الملمّات والصعوبات، ويؤكد أن الجنوب ليس وحده، وهو جزء من لبنان».

وأشار عبد الله إلى أن «النزوح يشكل قلقاً للوطن ومأساة للنازح، ولكن النفوس المؤمنة تعمل على المساعدة في تجاوز المرحلة».

وفي دار الفتوى أبدى المفتي حبال تقديره لـ«الزيارة التي من شأنها رفع المعنويات التضامنية مع لبنان ومع أهلنا في غزة والكشف الدائم عن جرائم العدو الإسرائيلي الذي يقتل الطفولة ويقتل الشعب الفلسطيني ويدمر دون شفقة متجاوزاً كل القوانين الدولية».

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *