عندما أعلن الهلال تعاقده مع البرتغالي خورخي خيسوس في يوليو (تموز) الماضي، خرج في الفيديو الذي بثه المركز الإعلامي للنادي وقال إن للقصة فصولاً لم تنتهِ في إشارة إلى تجربته التي لم يُكتب لها النجاح في الحقبة الأولى.

خيسوس الذي ودع فريقه في 2019 وكان حاضراً في أذهان وذاكرة الهلاليين طيلة الفترة الماضية لأنه قدم فريقاً لا يُقهر، وأظهر قوة هجومية خارقة لكنه رحل سريعاً.

ظلت الفترة الأولى ملازمة لذاكرة خيسوس؛ فهو لا يتوقف عن الحديث عنها بين فينة وأخرى، تارة بعدد الانتصارات، وأخرى بعدد دقائق اللعب الفعلية بين الفترتين، لكنه حالياً يمضي قدماً لنسيان المرحلة الأولى بعد الفترة المثالية التي سجلها حتى الآن مع الأزرق العاصمي.

كانت الآراء حول خيسوس متضادة ومتضاربة في عودته، بين مؤيد وآخر رافض، لكن البرتغالي خيسوس مرت تجربته بأيام عصيبة كادت تعصف به من منصبه بوصفه مديراً فنياً للفريق.

خسر الهلال نهائي كأس الملك سلمان للأندية العربية أمام الغريم التقليدي النصر، وقبلها لم يظهر الفريق معه أي لمحات فنية مثالية، وكان المدرب يؤكد أن فريقه لم يكتمل بعد، وأنه ينتظر مزيداً من الصفقات.

أنهت إدارة النادي أيام الصيف الأخيرة بمثالية تامة وخيارات يتمناها أي مدرب بالتعاقد مع ياسين بونو، وقبل ذلك النجم البرازيلي نيمار، والصربي ميتروفيتش كأبرز الأسماء التي كان يراهن عليها الفريق في خانة خط الهجوم بعد رحلة دامت طويلاً من المفاوضات بين ميتروفيتش والنيجيري أوسيمين مهاجم نابولي الإيطالي.

“هلال خيسوس” حقق 23 فوزاً في 26 مباراة هذا الموسم (نادي الهلال)

مضت الأيام ولم يبدُ «هلال خيسوس» حتى مع حضور الصفقات الجديدة مقنعاً حتى بدأت الأحاديث عن مشكلات بينه وبين اللاعبين، وأن هناك مطالبات برحيله خصوصاً البرازيلي نيمار، أجاب في سبتمبر (أيلول) الماضي أن دوره بوصفه مدرباً هو العمل وليس الرد على الشائعات واصفاً علاقته بالمثالية مع النجم البرازيلي حتى قبل حضوره للهلال.

استمر الحديث حول خيسوس، وبدأت المطالبات العلنية برحيله، لكن البرتغالي صاحب التجربة العريضة في ملاعب كرة القدم تمكن من تحويل الدعم لصالحه، وأجبر الجميع على التصفيق له بعدما نجح بتقديم فريق مثالي يسير بخطوات رائعة حتى الآن.

حالياً بلغ الهلال الانتصار الثالث والعشرين من أصل 26 مباراة خاضها الفريق منذ انطلاق الموسم ببطولات الدوري السعودي للمحترفين وكأس الملك ودوري أبطال آسيا.

يتصدر الأزرق العاصمي لائحة الترتيب برصيد 47 نقطة، وبفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه الغريم التقليدي النصر الذي تنتظره مباراة مؤجلة أمام الاتحاد سيخوضها الثلاثاء 26 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بعد أن حدث التأجيل بسبب مشاركة الاتحاد في كأس العالم للأندية.

بعيداً عن الصدارة فإن هلال خيسوس يقدم أرقاماً مثالية جداً؛ فهو لم يخسر في 26 مباراة حتى الآن إذ تعادل في 3 مواجهات فقط وكسب البقية، ويعد خط هجوم الفريق هو الأقوى بتسجيل 50 هدفاً، وبفارق 7 أهداف عن أقرب الفرق إليه «النصر»، وبفارق كبير جداً عن البقية، أما خط الدفاع فيبدو الهلال في المقدمة بعدد 9 أهداف ولجت شباكه فقط.

ويملك الهلال ميزة أخرى بتنافسية عدد كبير من الأسماء على تسجيل الأهداف، حيث يحضر الصربي ميتروفيتش مهاجم الفريق وهدافه في وصافة لائحة الترتيب مطارداً للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قائد فريق النصر الذي يتصدر اللائحة بعدد 16 هدفاً، ويطارده ميتروفيتش بعدد 15 هدفاً، ويحضر الثنائي مالكوم وسالم الدوسري في القائمة بعدد 9 أهداف لكل منهما، في الوقت الذي يملك فيه سافيتش 5 أهداف، وعبد الله الحمدان ومحمد كنو «هدفين»، ومحمد القحطاني وصالح الشهري ومحمد البريك وناصر الدوسري وميشايل وكوليبالي وسعود عبد الحميد وياسر الشهراني بواقع هدف لكل منهم.

أما في كأس الملك فنجح الهلال ببلوغ دور نصف نهائي البطولة عقب فوزه على الجبلين بهدف وحيد دون رد في دور الـ32 من البطولة، قبل أن يكمل مشواره ويتجاوز الحزم بثلاثية نظيفة، ثم يكمل المهمة بالنتيجة نفسها أمام التعاون.

وفي دوري أبطال آسيا نجح الهلال ببلوغ دور الستة عشر، وتأهل متصدراً لائحة ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 16 نقطة بعدما حقق 5 انتصارات وتعادلاً وحيداً في مجموعته التي ضمت إلى جواره كلاً من نافباخور الأوزبكي ونساجي الإيراني ومومباي سيتي الهندي.

خيسوس الذي ودع في رحلته الأولى مع الهلال منصبه بعد 6 أشهر، وحقق حينها لقباً وحيداً وهو كأس السوبر، وكان متصدراً لائحة ترتيب الدوري، وبلغ دور ربع نهائي كأس زايد للأندية الأبطال، وأيضاً الدور نفسه في كأس الملك، يقف الآن أمام فرصة ذهبية لإكمال فصول قصته التي لم تنته، ويبدو الوقت مناسباً عناصرياً وفنياً بقيادة الهلال لمعانقة أكثر من لقب هذا الموسم.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *