رفضت الناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، المثول أمام القضاء، الثلاثاء، في أول جلسة محاكمة لها منذ حفل تسليم الجائزة، ووصفت المحكمة بأنها «مسلخ»، على ما أعلنت عائلتها.

وقالت محمدي، التي تسلمت عائلتها جائزة نوبل لعام 2023 في أوسلو نيابة عنها في 10 ديسمبر (كانون الأول)، إن المحكمة الثورية التي تُحاكم فيها هي المسؤولة عن إصدار أحكام الإعدام على الشباب الإيرانيين.

وقالت في بيان نشرته عائلتها على حسابها في «إنستغرام»: «محكمة الثورة هي مسلخ شباب إيران، ولن تطأ قدماي هذا المسلخ». وأضافت: «أرفض منح مصداقية أو سلطة للقضاة التابعين لأجهزة الاستخبارات والمحاكم ممن ينخرطون في محاكمات صورية».

ولم تتضح على الفور التهم الموجهة إليها في هذه القضية، لكن يُعتقد أنها مرتبطة بأنشطتها داخل سجن إيفين بطهران، حيث واصلت «الإدلاء بتصريحات» متحدية السلطات في إيران وقواعد اللباس الإلزامية للنساء، حسب موقعها على منصة «إكس».

ومساء الاثنين، ذكر موقع حقوق الإنسان في إيران، ومقره واشنطن، إن محمدي تمثل أمام القضاء «بتهم زائفة تتعلق بالأمن القومي».

ونددت محمدي مراراً بلجوء إيران إلى عقوبة الإعدام التي نُفذت بمئات الأشخاص هذا العام.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مدير مركز حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، محمود أميري مقدم، إن السلطات أعدمت 31 شخصاً خلال الأسبوع الماضي.

وقد أُعدم 8 رجال في قضايا تتعلق بالاحتجاجات التي انطلقت في سبتمبر (أيلول) 2022 عقب وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها من شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب. وحظيت حركة الاحتجاج بدعم قوي من محمدي من السجن.

وقالت عائلة محمدي إنها إذا دينت في القضية الأخيرة، قد تُنقل خارج طهران لقضاء عقوبة جديدة محتملة بالسجن.

وأمضت محمدي (51 عاماً) معظم العقدين الماضيين داخل السجن. وبدأت تقضي عقوبتها الأخيرة في نوفمبر (تشرين الثاني)2021.

وحسب العائلة، فإن هذه هي المحاكمة الثالثة لمحمدي على خلفية أنشطتها في السجن.

وفي القضيتين السابقتين، حكم عليها بالسجن 27 شهراً وكنس الشوارع والعمل الاجتماعي لأربعة أشهر.

خلال العقدين الماضيين اعتُقلت محمدي 13 مرة وحُكم عليها 5 مرات بالسجن 31 عاماً و154 جلدة في المجموع.

وأكدت الأسرة أن محمدي، التي لم تر زوجها وابنيها المقيمين في باريس منذ عدة سنوات، لا تزال محرومة من حق إجراء مكالمات هاتفية.

ولم تتحدث مع ولديها التوأمين البالغين 17 عاماً اللذين تسلما جائزة نوبل نيابة عنها، منذ عامين تقريباً.



Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *