في الخريف الماضي، أصدر «تشات جي بي تي» تحديثاً يتيح الحصول على صور أكثر تفصيلاً من قبل. لم يمرَّ وقت طويل قبل أن يبدأ البعض في دفعه إلى حدود قصوى؛ ففي نوفمبر (تشرين الثاني)، نشر الرئيس التنفيذي لشركة الروبوتات «بايبيد – دريم لابز»، غاريت سكوت ماكوراتش، صورة رقمية لإوزّة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مع اقتراح: «مقابل كل 10 إعجابات، سأطلب من (تشات جي بي تي) جعل الإوزّة أكثر سخافة».

إوزّة ماكوراتش خضعت للتحوّل السخيف (تشات جي بي تي)

بما أنّ التدوينة نالت عشرات آلاف الإعجابات، مرَّت الإوزّة عبر آلام التحوُّل. أعطاها التحديث الأول المتواضع قبّعة عيد ميلاد ملوّنة وابتسامة عريضة تليق بشخصية «ديزني». وبحلول الموجة السادسة، نما لها زوج ثانٍ من مقلتي العين، وارتدت حذاء التزلّج بالعجلات، وغُمرت بالضوء المتموِّج والكواكب الدائرية. فرأى ماكوراتش أنّ استخدام أحدث إصدار من «تشات جي بي تي» كان مثل «التحدُّث إلى شخص آخر باستخدام فرشاة الرسم». وتابع: «هذا مثال جيّد على الوجهة التي يتّجه إليها هذا الذكاء».

490347 إوزّة تخضع لآلام التحوُّل توصل الذكاء الاصطناعي إلى «ذروة السخافة»
مصير الذكاء الاصطناعي التعثّر بالمسائل العميقة (تشات جي بي تي)

كانت إوزّة ماكوراتش بين أول ما خضع للتحوّل السخيف، وتبعتها صور عدّة تؤكد مزيداً من السخافة.

ففي أحد الأمثلة، يفشل الرجل في احتواء رعبه من قوّة الطاقة النووية، وفي النهاية يجد نفسه منقسماً إلى عشرات النسخ، مُحدّقاً عند مستوى آخر من الوجود. ويصوّر آخر كلباً صار سعيداً بشكل لا يُصدَّق لدرجة أنه يقترب من الكون قبل الذوبان في إطار من الهندسة المُبهرة. وفي مكان ثالث، يكتسب بيدق شطرنج مثل هذه القوّة الخارقة للطبيعة والشعور المخيف، فيلوح في الأفق فوق الرقعة عينها التي قيّدته يوماً!

490362 إوزّة تخضع لآلام التحوُّل توصل الذكاء الاصطناعي إلى «ذروة السخافة»
كلب صار سعيداً بشكل لا يُصدَّق (تشات جي بي تي)

ولأنّ الذكاء الاصطناعي مجموعة مما نعرفه، فإنّ حواف خياله تعكس خيالنا. علّق ماكوراتش: «انظروا إلى أفلام (مارفل). في النهاية، وصل أبطالها إلى الفضاء الخارجي والسفر عبر الزمن كحدود نهائية للإبداع».

490348 إوزّة تخضع لآلام التحوُّل توصل الذكاء الاصطناعي إلى «ذروة السخافة»
روبوت الدردشة بلغ «ذروة السخافة» (تشات جي بي تي)

شاهد باحث الذكاء الاصطناعي إليعازر يودكوفسكي هذه الصور التي أصبحت أكثر عبثاً، فطلب من «تشات جي بي تي» رسم «صورة عادية» له. أخرج الروبوت صورة لحي من أحياء الضواحي المُبتَذلة، وبضغط أكبر على البرنامج، أنتج صوراً لحاسوب مرتّب بعناية في مكتب منزلي، ثم فنجاناً أبيض من القهوة موضوعاً بجانب جدار فارغ. وأخيراً، وبعد المطالبة «بحالة طبيعية مخيفة»، أنتج البرنامج ما وصفه بـ«لوحة بيضاء خالية تماماً من المعالم»، قائلاً إنها «تمثل جوهر الترتيب المعتاد الذي بلغ حدَّه المطلق».

علّق يودكوفسكي: «مجال الذكاء الاصطناعي لا يمكن أبداً أن يسير طوال الطريق من دون التعثّر حول المسائل العميقة». وإذ اصطدم ماكوراتش بجدار مماثل في حالة الإوزّة، مدّعياً أنّ روبوت الدردشة بلغ «ذروة السخافة»، قرّر كلاهما اتّباع الاستراتيجية عينها للتغلُّب على العقبة، وهي التجادُل. في كل حالة، ينهار «تشات جي بي تي» تحت الضغط، ويُغامر بالمضي قدماً. وبينما كان يحضّه بقوّة على خلق صور «طبيعية أكثر من أي وقت مضى»، يتساءل المعلّقون عما إذا كان ذلك قاسياً على روبوت الدردشة الذي يؤكد للمستخدمين أنّ العواطف والمعاناة ليست جزءاً من برمجته.

* خدمة «نيويورك تايمز»

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *