في إشارة جديدة إلى اعتزام حكومة الاستقرار الليبية «الموازية»، المضي قدماً في تنظيم مؤتمر دولي، الشهر المقبل بمدينة بنغازي بشرق ليبيا، لإعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة من إعصار «دانيال»، وضمن سيناريو تعميق خلافاتها مع حكومة الوحدة «المؤقتة»، زار رئيسها أسامة حماد، السبت، مقر اللجنة التحضيرية للمؤتمر، رفقة بلقاسم حفتر، أحد أبناء القائد العام للجيش الوطني الليبي خليفة حفتر.

إعادة إعمار درنة تؤجج خلافات حكومة حماد والدبيبة (رويترز)

وقال حماد إنه اطلع خلال الزيارة على سير عمل جميع الجوانب الخاصة بالمؤتمر، وعلى رأسها الجانب التقني، مشيداً بالجهود الوطنية للجنة في مساعيها من أجل إظهار المؤتمر بشكل يليق، ويتناسب مع الحضور القادمين من عدد من الدول العربية والأجنبية، وبشكل يعكس حالة الاستقرار الأمني، وعودة الإعمار للمدن والمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش الوطني، ودور حكومة الاستقرار والجيش في التخفيف من آثار كارثة درنة ومناطق الجبل الأخضر، واستجابتهما السريعة للأزمة.

ووفق مراقبين، فإن إصرار حكومة الاستقرار «الموازية»، التي لا تحظى بأي اعتراف دولي، وتمارس صلاحيتها فقط في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات حفتر في شرق وجنوب البلاد، على عقد المؤتمر يُعزز الانقسام السياسي، والصراع على السلطة مع حكومة الوحدة «المؤقتة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وتعرض إعلان حكومة الاستقرار، في وقت سابق، اعتزامها تنظيم مؤتمر دولي بشكل منفرد يخصص لإعادة إعمار المناطق المنكوبة التي اجتاحتها السيول العارمة نتيجة إعصار «دانيال»، لاعتراضات دولية ومحلية؛ لكن الحكومة أكدت، في بيانها الأخير، السبت، تجاهلها هذه الاعتراضات.

392530 «الاستقرار» الليبية تُعمّق خلافتها مع حكومة «الوحدة»
الدبيبة خلال افتتاح مستشفى للأطفال في طرابلس (حكومة الوحدة)

بدوره، تجاهل الدبيبة تصريحات حماد، لكنه أكد خلال افتتاح مستشفى الأطفال في العاصمة طرابلس، السبت، «ضرورة الاستمرار في استكمال تجهيز المرافق الصحية بعد الإهمال، الذي تعرض له المستشفى لنحو 5 سنوات، دعماً للقطاع الصحي الذي اعتبر أنه أُهمل لسنوات طويلة».

ونقل بيان أصدره الدبيبة عن مدير المستشفى، أحمد البوسيفي، أن السعة الاستيعابية الحالية للمستشفى تصل إلى 230 سريراً، عوضاً عن سعة المبنى المستأجر السابق، التي كانت تبلغ 20 سريراً فقط، كما يضم معامل متكاملة خاصة بالأطفال مجهزة بمناظير خاصة بالجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، بالإضافة إلى قسم أشعة متكامل.

392570 «الاستقرار» الليبية تُعمّق خلافتها مع حكومة «الوحدة»
ريزدون زينينغا نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة بحث مع السفير الفرنسي تطورات العملية السياسية في ليبيا (البعثة)

إلى ذلك، جرت محادثات أممية – فرنسية في العاصمة طرابلس لبحث تشكيل حكومة جديدة في البلاد، حيث أوضح بيان أصدرته السفارة الفرنسية أن بول سولير، المبعوث الفرنسي الخاص لدى ليبيا، ناقش، السبت، رفقة السفير الفرنسي مصطفى مهراج، مع ريزدون زينينغا، نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة، تطورات العملية السياسية، بما في ذلك ضرورة تشكيل حكومة موحدة للتحرك نحو الانتخابات. وأشارت السفارة إلى «مناقشة عواقب كارثة درنة، والدعم الإنساني الفرنسي بالخصوص»، بالإضافة إلى الاجتماع المقبل لمجموعة العمل الأمنية (5+5)، برئاسة مشتركة والمساهمة في استقرار ليبيا. وقالت إن الاجتماع، الذي بحث أيضاً الوضع في غزة، وجه نداءً من أجل السلام والأمن والهدنة الإنسانية.

وكان وزير الخارجية التونسي نبيل عمار قد أكد أنه ناقش مع سولير، في وقت سابق من مساء الجمعة، الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد تسوية سياسية، تحفظ وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها. ونقل عن سولير إشادته بما وصفه بـ«الدور التونسي الفاعل منذ بداية الأزمة»، معرباً عن تطلع باريس إلى «مزيد من التنسيق المشترك لدفع المسار السياسي بليبيا».

وتأتي هذه الاجتماعات قبل جلسة مقررة لمجلس الأمن الدولي، الاثنين، للتصويت على مشروع قرار لتجديد تفويض البعثة الأممية لمدة عام إضافي في ليبيا.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *