ولم يكن يعلمان أنها آخر صورة لهما في أرضهما، بعدما اقتحم الإسرائيليون منزلهم في قرية الزيب القريبة من الحدود اللبنانية، ومن اليوم التالي فقدوا كل شيء أرضهم، منزلهم، أشجار الزيتون والبرتقال، وعملهم، وكل شيء آخر يعرفونه، كما تحدثت لـ”اليوم السابع” حفيدتهم سعاد طه التي قالت إن عمر تلك الصورة أكبر من عمر الكيان المزعوم إسرائيل.
فلسطينين
سعاد تحكي قصة أجدادها الفلسطينيين مع النكبة الأولى:
حكاية عمرها أكبر من الاحتلال
قالت سعاد وهي مقيمة في الدنمارك وصاحبة أحد دور الحضانات للأطفال هناك، أن قبل اليوم الذي فقدوا فيه كل شيء، كان أجدادها يعيشون حياة طبيعية للغاية، امتلكوا حقولًا للبرتقال والليمون والزيتون، ومزرعة بها أبقار وأغنام ودجاج، لقد كانوا مكتفين ذاتيًا، البسمة لا تفارق وجههما، والرضا يزيد رزقهما بشكل كبير، وتابعت: “كان جدي يبيع البرتقال للمدينة الكبيرة، عكا، ولقد استخدم جزءًا من الأرباح لشراء ملابس وأحذية جديدة لجدتي لتدللها”، الأمر لم يكن متعلق بالترف أو بالإسراف، قدر ما هو تقدير للزوجة التي تعين زوجها على الحياة، وتسعى لتربية أبنائها الـ 7 حياة هادئة.
عاش جدى وجدتى حياتهم الجديدة في لبنان بعد ترك كل شيء، وقلوبهم تتحسر على هجرتهم بلدهم ووطنهم، عاشوا يرون حكايتهم للأحفاد، فورثناها وكبرنا ونحن نحمل قصتنا في قلوبنا نرويها للجميع، حتى بعد زواجى وتركى لبنان وطنى الثانى وقدر لى العيش في الدينمارك لم أنسى حكايتى وحكاية أجدادى في فلسطين.
سعاد طه وإبنها
وأضافت أن الأرقام التي تشاهدونها اليوم عن النازحين والقتلة الفلسطينيين في غزة ليست مجرد أرقام، كل رقم هو شخص فريد من نوعه، حياة مع كل قصة خاصة بها، خاصة حكايتها التي كتبتها في أحد الكتب التي تباع الأن في الدينمارك وهي بعنوان “من لبنان ليركي فاي” بمشاركة إبنها عبد العزيز محمود الصحفي الفلسطيني يعيس في الدنمارك.