دراسة: التوائم المتطابقون يتشابهون في درجات الذكاء حنى إذا نشأوا متباعدين

أظهرت دراسة حديثة أن التوائم المتطابقين الذين جرى فصلهم عند التبني، خلال تطبيق سياسة الطفل الواحد في الصين، يمتلكون مستويات ذكاء متقاربة بشكل ملحوظ؛ ما يشير إلى أن العوامل الجينية تلعب الدور الأكبر في تحديد الذكاء، وفق ما أفادت به صحيفة «التايمز».

ووفق الصحيفة، كانت سياسة الطفل الواحد في الصين سبباً في فصل التوائم المتطابقين، حيث تبنتهم عائلات مختلفة في بلدان متعددة، وقد أتاح هذا الانفصال فرصة فريدة لدرس تأثير الطبيعة مقابل التربية على الذكاء.

وفقاً للدراسة التي نُشرت حول هذه المجموعة النادرة من التوائم المتطابقة المنفصلين، فإن العوامل الوراثية للذكاء كانت السائدة. وعلى الرغم من نشأتهم في منازل وبيئات مختلفة، وحتى في دول مختلفة، أظهرت نتائج الاختبارات أن التوائم المتطابقين يتشابهون في مستويات الذكاء، ويزداد هذا التشابه مع تقدمهم في العمر.

وأوضحت الدراسة التي قامت بها نانسي سيغال، من جامعة ولاية كاليفورنيا، أن العوامل الوراثية تبدأ في التأثير، ويتراجع تأثير البيئة، لذلك يصبح التوائم المتطابقون أكثر تشابهاً مع مرور الوقت.

التقت سيغال، الباحثة في مجال التوائم، بأول مجموعة من التوائم المتطابقين الذي نشأوا متباعدين بعد أن تواصلت معها.

وأوضحت سيغال أن سياسة الطفل الواحد في الصين أدت إلى تخلي كثير من العائلات عن الفتيات، حيث كان الأولاد أكثر قيمة، ونتيجة ذلك، جرى فصل كثير من التوائم المتطابقين، تبنتهم عائلات من دول أخرى، وغالباً ما كانت تحصل على طفل واحد فقط.

وتتبعت الباحثة 15 زوجاً من التوائم المتطابقين الذين جرى فصلهم بهذه الطريقة، واستُغلت هذه الحالات لفهم تأثير العوامل الجينية على الذكاء. ومن بين 15 زوجاً من التوائم المتطابقين، 14 منهم كانوا فتيات، ورغم أن العينة ليست كبيرة، فإنها تعد قوية بالنسبة لحالة نادرة كهذه. التوائم مفيدة في البحث السلوكي لأنها تتشارك في الحمض النووي، وعادةً ما تتشارك في البيئة.

وفي حالة التوائم المتطابقين، تتشابه الطبيعة والتربية؛ أما التوائم غير المتطابقين الذين يشتركون في نصف الحمض النووي فقط، فيختلفون في الطبيعة. ومن خلال مقارنة الاثنين يمكن للباحثين فصل تأثير العوامل الجينية على الصفات المختلفة.

وفي هذه الدراسة، كان النموذج مقلوباً، حيث كانت التربية مختلفة تماماً لكن الطبيعة متماثلة، من خلال تشابهاتهم، بطرق متنوعة، يمكن رؤية تأثير الجينات. هذا الأمر أثار اهتمام سيغال التي نُشر عملها في مجلة «الشخصية والفروقات الفردية».

وأظهرت النتائج أن درجات الذكاء للأطفال كانت متقاربة، وتزداد تقارباً مع تقدمهم في العمر، حيث جرى اختبارهم في سن العاشرة والرابعة عشرة، على الرغم من أن حجم العينة الصغير لا يسمح بتأكيد نهائي لهذه النتيجة الأخيرة.

وأوضحت أن هذه النتائج تتماشى مع مجموعة متنامية من الأبحاث التي تؤكد أهمية العوامل الجينية في تحديد الذكاء، لكنها نبهت إلى أن هذا لا يعني أن التربية غير مهمة.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *