بعد ساعات معدودات من الهجوم الجوي الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية للبنان لاستهداف القائد العسكري الكبير في «حزب الله» فؤاد شكر، نفذت إسرائيل عملية اغتيال ثانية في وسط العاصمة الإيرانية طهران استهدفت فيها رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية.

وأثار اغتيال الشخصيتين البارزتين في «حزب الله» وحركة «حماس»، ردود فعل واسعة في الصحف العبرية، وسط توقعات بأن تؤدي عمليتا الاغتيال إلى مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط وتعقيد مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل و«حماس».

«حريق إقليمي»

وأكدت صحيفة «هآرتس» العبرية أنه من الصعب تصديق أن عمليتي الاغتيال في بيروت وطهران خلال ساعات قليلة «مجرد صدفة»، ورأت أن الاغتيالين سيقودان الشرق الأوسط إلى «حريق إقليمي».

وقالت «هآرتس» إن إيران ستجد صعوبة الآن في احتواء عملية الاغتيال التي وقعت على أراضيها، مشيرة إلى أن الأضرار التي وقعت بعد عملية الاغتيال هذه ستقوض فرص تحقيق أي انفراجة في مفاوضات إنهاء الحرب وتبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن إسماعيل هنية وفؤاد شكر هما أبرز شخصيتين في «حماس» و«حزب الله» يتم اغتيالهما منذ أن بدأت الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، ورأت أن العمليتين اللتين تشيران إلى «مستوى عالٍ من التخطيط والمعلومات الاستخبارية الدقيقة والقدرة على التنفيذ، لا تستهدفان التنظيمين فقط، بل تستهدفان أيضا من يدعمهما، أي إيران».

ورأت «هآرتس» أن إسرائيل «ربما تواجه حلقة من التصعيد الإضافي في الحرب، إلى حد احتمال نشوب صراع إقليمي أوسع».

وقالت: «ستجد إيران صعوبة في عدم الرد على عملية اغتيال وقعت على أراضيها»، بعدما كان يُنظر إلى كل من إيران و«حزب الله» حتى الآن على أنهما يحاولان إبقاء الحرب مع إسرائيل تحت عتبة الحرب الشاملة.

اغتيالان «دراماتيكيان»

من جهتها، وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عمليتي الاغتيال بـ«الدراماتيكيين»، مشيرة إلى أنه «بعد ساعات قليلة من اغتيال القائد العسكري الأعلى في (حزب الله)، أكدت حركة (حماس) أن رئيسها قُتل في هجوم إسرائيلي استهدفه في طهران، وذلك في أعقاب مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد».

ولفتت الصحيفة إلى إعلان حركة «حماس»، عن اغتياله رسميا وإلقائها اللوم على إسرائيل، كما توقفت عند إعلان «الجيش الإسرائيلي مسؤوليته رسميا عن اغتيال المسؤول الكبير في (حزب الله) فؤاد شكر، بينما التزمت إسرائيل الصمت بشأن اغتيال هنية».

وتطرقت الصحيفة العبرية إلى تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، التي قال فيها: «لا يوجد تغيير في السياسات الدفاعية، وإذا تقرر أي تغيير فسنبلغ به الجمهور على الفور».

«الحرب إلى المجهول»

بدورها، رأت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية أن الحرب التي بدأت بالنسبة لإسرائيل بهجوم «حماس» في 7 أكتوبر «دخلت منطقة مجهولة الآن».

واعتبرت أن اغتيال هنية «في قلب إيران، نقل الحرب مباشرة إلى عاصمة إيران».

هنية كان في موقع سري

أما موقع «آي 24 نيوز» العبري، فقال إن هنية، «أقام في مكان سري وليس في فندق».

وكانت حركة «حماس» قد أعلنت فجر اليوم مقتل هنية في «غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران» بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، فيما لم تعلق إسرائيل على الخبر حتى اللحظة.

وأضاف الموقع، في تقرير له، أن هنية جرى اغتياله بصاروخ موجه أطلق على غرفة نومه.

وتابع بأنه «اختار عدم الإقامة في أحد فنادق طهران لدواع أمنية، وبالفعل اختار الإقامة في أحد الأماكن السرية شمال العاصمة الإيرانية».

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *