تختتم روسيا عام 2023 على مؤشرات اقتصادية قوية، رغم العقوبات الغربية، حيث قفزت المؤشرات الصناعية إلى أعلى مستوى في 7 سنوات، بينما تقدم قطاع الخدمات بشكل كبير. وفي الحالتين، كان الطلب الداخلي القوي هو المحرك الرئيسي للارتفاع، رغم تراجع الطلب الخارجي.

وأظهر مسح للأعمال، (الجمعة)، أن النشاط في قطاع الصناعات التحويلية في روسيا نما بأسرع وتيرة في نحو 7 سنوات في ديسمبر (كانون الأول)، على الرغم من انكماش طلبيات التصدير الجديدة للشهر الثاني على التوالي.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز» لمديري المشتريات للتصنيع إلى 54.6 نقطة في ديسمبر، من 53.8 في نوفمبر (تشرين الثاني)، وكانت هذه أعلى قراءة منذ يناير (كانون الثاني) 2017.

وارتفع الإنتاج بأسرع وتيرة له منذ 7 أشهر، كما ازدادت الطلبيات الجديدة بشكل حاد مرة أخرى.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال» في بيان، إن «طلب العملاء الأكبر تركز، إلى حد كبير، على السوق المحلية، مع انخفاض طلبيات التصدير الجديدة للشهر الثاني على التوالي. وأدى انخفاض طلبات العملاء في أسواق التصدير الرئيسية إلى أسرع انخفاض في الأعمال الجديدة من الخارج منذ يوليو (تموز) الماضي».

وتنفق موسكو بشكل كبير على التصنيع، وتضخ الأموال في قطاع الدفاع لزيادة الإنتاج العسكري منذ حرب أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وكان نمو القطاع خلال العامين تقريباً منذ ذلك الحين يعتمد إلى حد كبير على الطلب المحلي.

ولا يزال المصنعون يواجهون اضطرابات لوجيستية؛ بسبب العقوبات الغربية وارتفاع تكلفة السلع المستوردة، التي يعوقها ضعف الروبل وارتفاع التضخم. وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»: «إن المسح أظهر تراجع معدل التضخم».

وأضافت «ستاندرد آند بورز غلوبال» أنه على الرغم من نقص العمالة في روسيا، مع وصول البطالة إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 2.9 في المائة، فإن الشركات زادت أعداد الموظفين، في محاولة لتقليل تراكم العمل، على الرغم من أن الشركات ظلت متفائلة بشأن المستقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»: «الثقة نابعة من الاستثمار المخطط له في المنتجات والآلات الجديدة. لقد ارتفع مستوى المعنويات الإيجابية تاريخياً على الرغم من انخفاضه إلى أدنى مستوى له في 3 أشهر».

وبالتزامن مع تقرير الصناعة، أظهر مسح آخر أن النشاط في قطاع الخدمات الروسي نما بأسرع وتيرة منذ أغسطس (آب) في ديسمبر، مع ملاحظة الشركات زيادة في الأعمال المتراكمة في الوقت الذي تواجه فيه روسيا نقصاً واسع النطاق في العمالة.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز» لمديري المشتريات للخدمات الروسية إلى 56.2 نقطة في ديسمبر من 52.2 في نوفمبر، ليظل فوق علامة 50 التي تفصل التوسعات في النشاط عن الانكماش للشهر الحادي عشر على التوالي.

وأوضحت «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن «نمو النشاط التجاري كان مدفوعاً بأسرع ارتفاع في المبيعات الجديدة منذ أغسطس، وسط طلب قوي من العملاء المحليين والأجانب». علماً بأن طلبات التصدير في قطاع الخدمات توسعت منذ أبريل (نيسان) الماضي.

ورغم ذلك، فإن «ستاندرد آند بورز غلوبال» أشارت إلى «استمرار تراكم الأعمال وسط الارتفاع الحاد في الطلبيات الجديدة، حيث ارتفعت للشهر الخامس على التوالي وبوتيرة قوية لم تتغير كثيراً عن نوفمبر»، موضحة أن الشركات التي شملتها الدراسة حافظت على توقعات مرتفعة للإنتاج المستقبلي، مع تراجع درجة الثقة إلى أدنى مستوى لها في 4 أشهر في ديسمبر.

وفي الأسواق، تراجع الروبل الروسي مقابل الدولار الأميركي واليورو، (الجمعة)، آخر يوم تداول في عام 2023، بعد أن ارتفع بشكل حاد في اليوم السابق، مدفوعاً بإعلان البنك المركزي أحجام مبيعات العملات الأجنبية.

وفي الساعة 0700 بتوقيت غرينتش، انخفضت العملة الروسية 0.6 في المائة إلى 89.90 روبل مقابل الدولار، بينما انخفضت بنسبة 0.1 في المائة لتتداول عند 99.72 روبل مقابل اليورو، وخسرت أيضاً 0.5 في المائة مقابل اليوان إلى 12.66.

وقال البنك المركزي الروسي، في بيان يوم الخميس، إنه في النصف الأول من عام 2024، سيضيف مبيعات للعملة بقيمة 11.8 مليار روبل (131.00 مليون دولار) يومياً إلى حجم عمليات النقد الأجنبي التي أعلنتها وزارة المالية الروسية.

كما تراجعت مؤشرات الأسهم الروسية، (الجمعة)، حيث انخفض مؤشر «آر تي إس» المقوم بالدولار بنسبة 0.74 في المائة إلى 1082.84 نقطة. وانخفض مؤشر «مويكس» الروسي القائم على الروبل بنسبة 0.37 في المائة إلى 3090.73 نقطة.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *