استهدفت أوكرانيا، السبت، موسكو بطائرات مسيّرة، إلا أن الدفاعات الجوية حول العاصمة الروسية تمكنت من إحباطها، حسب وكالة أنباء «تاس» الروسية المملوكة للدولة، نقلاً عن قوات الدفاع الجوي الروسية.

وقالت، في بيان، إن طائرة مسيّرة أوكرانية أسقطت بالقرب من موسكو في وقت مبكر السبت، دون أن يتسبب ذلك فيما يبدو في وقوع أضرار أو إصابات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجوم، الذي تم التصدي له فوق منطقة إسترا شمال غربي العاصمة، كان محاولة من أوكرانيا لمهاجمة منشآت روسية. وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين، على قناته على تطبيق «تلغرام»، إن التقارير الأولية تظهر عدم وقوع إصابات أو أضرار، ولكن «خدمات الطوارئ تعمل في مكان الواقعة». ولم تحدث أي أضرار على الأرض من وراء تساقط الحطام، لكن كما حدث في هجمات سابقة بطائرات من دون طيار، تم وقف الحركة الجوية بشكل مؤقت في مطاري «فنوكوفو» و«شيريميتييفو» في موسكو، وتم إلغاء الرحلات الجوية الفردية، لكنها استؤنفت بعد فترة.

وفي المقابل، قالت السلطات الأوكرانية إن القوات الروسية نفذت هجوماً صاروخياً خلال الليل على منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح السبت، ما ألحق أضراراً بالبنية التحتية للميناء.

وقال حاكم المنطقة أوليه كيبر إن أربعة أصيبوا في الهجوم الذي أصاب منزلاً ومنشأة للحبوب مطلة على الميناء. ولم يحدد المكان الذي وقع فيه الهجوم. وقال الجيش الأوكراني، كما نقلت عنه «رويترز»، إن الضربة شملت إطلاق صواريخ أونيكس الفرط صوتية من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا.

وشنّت القوات الروسية ضربات بصواريخ وطائرات مسيرة بانتظام على البنية التحتية للموانئ في الأسابيع الأخيرة، ما جعل من الصعب على أوكرانيا، المنتج الرئيسي للحبوب، تصدير منتجاتها. وانسحبت موسكو في منتصف يوليو (تموز) من اتفاق سمح بشحن الحبوب من البحر الأسود وساعد في مكافحة أزمة غذاء عالمية. ويأتي الهجوم الروسي في أعقاب ضربات جوية روسية على مدينة خاركيف في اليوم السابق، وكذلك على قرية غروزا في شمال شرقي أوكرانيا، قُتل فيها عشرات الأشخاص خلال تجمع لتأبين جندي أوكراني.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى حماية نظام الطاقة في البلاد بشكل أفضل في الشتاء المقبل، نظراً للهجمات الروسية المستمرة المتوقعة. وقال زيلينسكي، في خطابه اليومي المصور بالفيديو الجمعة: «من الأهمية بمكان الانتصار هذا الشتاء، والتغلب على جميع الصعوبات وتوفير الحماية لشعبنا». وفي الخريف والشتاء الماضيين، هاجمت روسيا على نطاق واسع البنية التحتية للطاقة لدى جارتها ووضعت الكثير من الأوكرانيين تحت وطأة البرد والظلام لأشهر عدة.

واتهم زيلينسكي القيادة الروسية دائماً بأنها تكرر أخطاءها وأعمالها الشريرة. وأكد زيلينسكي، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنهم «عندما لا ينجحون في شيء ما، يعتقدون أنهم ربما لم يفعلوا ما يكفي من الشر لتحقيق النجاح». ونتيجة لذلك، كان مقتنعاً بأن روسيا سوف تقصف نظام الطاقة هذا الشتاء بشكل أكبر مما حدث العام الماضي. وبحسب الرئيس الأوكراني، استعدت البلاد بشكل أفضل لمثل هذه الهجمات هذه المرة، من بين أمور أخرى بفضل الدفاعات المضادة للطائرات التي يوفرها الغرب. وفي هذا السياق، شكر زيلينسكي المستشار الألماني أولاف شولتس على موافقته على تزويد أوكرانيا بنظام دفاع جوي آخر من طراز «باتريوت».

365520 المسيّرات الأوكرانية تستهدف موسكو... والصواريخ الروسية تضرب أوديسا
كثّفت روسيا هجماتها على جنوب أوكرانيا حيث الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود والموانئ النهرية منذ انسحاب موسكو من اتفاق في يوليو (رويترز)

ذكر الرئيس الألماني فرانك – فالتر شتاينماير أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد له أنه يمكن «الاعتماد على» الولايات المتحدة فيما يتعلق بمواصلة الدعم لأوكرانيا. وقال شتاينماير، عقب لقائه بايدن في واشنطن، إنه خلال اجتماعهما، الجمعة، في البيت الأبيض بواشنطن كان من المهم لكليهما إرسال «إشارة»، وأضاف: «سنواصل دعم أوكرانيا في كفاحها من أجل البلاد وحريتها وديمقراطيتها»، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي أعرب عن قناعته بإمكانية التوصل إلى حل رغم الفوضى التي يشهدها الكونغرس الأميركي.

ولا تنص الميزانية المؤقتة التي أقرها الكونغرس، خلال عطلة نهاية الأسبوع، على تقديم أي مساعدات إضافية لأوكرانيا، وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة ستتوقف عن دعم أوكرانيا على الفور، لكن الأموال التي تمت الموافقة عليها حتى الآن بدأت تنفد، وهناك حاجة إلى أموال جديدة. ويحاول الرئيس الأميركي تهدئة المخاوف بين الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والشركاء من احتمال نفاد المساعدات العسكرية الأميركية لكييف. وجاءت زيارة شتاينماير لواشنطن مفاجئة. وذكر البيت الأبيض أن السبب الرسمي للزيارة هو مناسبة يوم الصداقة الألمانية – الأميركية.

من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: «رداً على طرد روسيا الاتحادية، بحجج واهية، اثنين من دبلوماسيي السفارة الأميركية في موسكو، ردت وزارة الخارجية بالمثل، بإعلانها أن اثنين من مسؤولي السفارة الروسية العاملين في الولايات المتحدة شخصان غير مرغوب فيهما». وأعلنت روسيا في 14 سبتمبر (أيلول) أنها طردت دبلوماسيين أميركيين لتواصلهما مع المواطن الروسي روبرت شونوف الذي عمل سابقاً في القنصلية الأميركية في مدينة فلاديفوستوك، والذي أوقِف في وقت سابق هذا العام للاشتباه في نقله معلومات سرية حول النزاع في أوكرانيا إلى الولايات المتحدة.

وبعد خفض سابق لعدد الدبلوماسيين، بدأ شونوف العمل بصفة متعاقد خارجي، وتقول الولايات المتحدة إنه كُلّف المراقبة الروتينية لوسائل الإعلام الروسية المتاحة للجمهور. واعتقلته روسيا في أغسطس (آب) بتهمة نقل ما وصفته بمعلومات سرية عن أوكرانيا. وقال المتحدث إن الولايات المتحدة «لن تتسامح مع تصميم الحكومة الروسية على مضايقة دبلوماسيينا». وأضاف أن «إجراءات وزارة الخارجية تبعث رسالة واضحة، مفادها أنه ستكون هناك عواقب للإجراءات غير المقبولة ضد موظفينا الدبلوماسيين في موسكو».

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل حاد منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا العام الماضي. وقالت الولايات المتحدة إنها لا ترى جدوى من إجراء محادثات رفيعة المستوى إلا بشأن قضايا مثل الاتفاق على تبادل سجناء.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *