تصاعد مجدداً الجدل في مدينة مصراتة، الواقعة غرب ليبيا، بشأن وجود عسكريين أجانب في قاعدتها الجوية. ودعا صلاح بادي، قائد ميليشيات ما يعرف باسم «لواء الصمود»، مجلس بلدية مصراتة لتحمل «مسؤولية الموقف التاريخي للمدينة»، وطالبه بالدعوة لمظاهرة تستهدف إخراج وإجلاء القوات الأجنبية منها من دون رجعة.

وقال بادي، المعاقب دولياً بتهمة ارتكاب «جرائم حرب»، والمناوئ لحكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في بيان له، مساء الاثنين، إن مجلس بلدية مصراتة، الذي اجتمع في وقت سابق مع مستضيفي هذه القوات الأجنبية داخل مقر الكلية الجوية بالمدينة، تعهد باتخاذ قرار جماعي يضم كل أطياف المدينة؛ من مسؤولين وممثلين لأهالي المدينة وقادتها، عبر اجتماع سيدعو له في أقرب وقت.

وشهدت مصراتة، مساء الاثنين، اجتماعاً أمنياً موسعاً، برئاسة علي الظراط، مدير مديرية الأمن ومجلس الحكماء والأعيان، ورؤساء الأجهزة العسكرية والأمنية، وعدد من رؤساء المؤسسات العامة، تم خلاله الاتفاق على حماية أمن المدينة واستقرارها، والمحافظة على كافة الجهات الأمنية والعسكرية والمرافق الخدمية بالمدينة.

لكن حسن الصادق، عضو مجلس مصراتة البلدي ومسؤول الملف الأمني، أكد رفضه خروج القوات الأجنبية الموجودة في الكلية الجوية بمدينة مصراتة، لافتاً إلى أن أعداد هذه القوات «ضئيل»، ولا يتجاوز 50 عسكرياً إيطالياً، و17 عسكرياً إنجليزياً، و7 من القوات الأميركية، و«لديها مهام تقوم بها». وقال بهذا الخصوص: «في حالة تبين عدم جدوى وجود هذه القوات داخل الكلية الجوية، أو أن وجودها يشكل خطراً ما، فإن الجناح العسكري بالمدينة سيقوم بإعداد تقرير بضرورة إخراجها»، موضحاً أن وجود هذه القوات تم بناءً على تعليمات الدبيبة، بصفته أيضاً وزير الدفاع في الحكومة التي يترأسها، بالإضافة إلى محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لها.

في غضون ذلك، جدد السفير الإيطالي لدى ليبيا، جيانلوكا ألبيريني، استعداد بلاده لتقديم الدعم الفني والاستشاري للمفوضية العليا للانتخابات الليبية، بما يعزز جاهزيتها، و«يهيئ مناخاً ملائماً» لتنفيذ الاستحقاقات المرتقبة.

وأدرج رئيس المفوضية عماد السايح، اجتماعه، الثلاثاء، مع ألبيريني في إطار ما وصفه بدعم المجتمع الدولي للمسار الديمقراطي في ليبيا، والاطلاع على مستوى جاهزية المفوضية لتنفيذ أي عملية انتخابية تقرها أي تسوية سياسية مرتقبة، مشيراً إلى أن السفير الإيطالي أبدى تقديره للجهود الوطنية، الساعية لإنجاز الانتخابات، وأشاد بجهود المفوضية في التعامل مع المراحل الانتخابية السابقة.

كما واصل مجلس المفوضية الاستعدادَ لتنفيذ انتخابات المجالس البلدية، باجتماع عقده، الثلاثاء، مع الإدارات الفنية بالمفوضية، بحضور السايح وخبراء البعثة الأممية، لمناقشة اللائحة التنفيذية لهذه الانتخابات، ومناقشة التفاصيل المتعلقة بلائحة تسجيل الناخبين وتسجيل المرشحين، بهدف رفع نسب المشاركين في هذه الانتخابات، بالإضافة إلى الجداول الزمنية للانتخابات.

من جهة أخرى، أعلن مركز طب الطوارئ والدعم انتشال ثلاث جثث شرق مدينة درنة، وقال إن عملية الانتشال تمت بجهود فرق الغواصين والقوات الخاصة البحرية ومتطوعين.

في المقابل، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، دعم صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، للمساهمة في جهود التعافي وإعادة التأهيل، وقال إنه قام بنشر فريق الاستجابة الفورية التابع له لتقييم احتياجات الإنعاش المبكر، استجابة لتداعيات الفيضانات المدمرة التي اجتاحت مناطق شرق ليبيا.

حفتر فى جولة تفقدية ببنغازى (الجيش الوطني)

بموازاة ذلك، تفقد المُشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، فجر الثلاثاء، مواقع إنشاء الجسور في مدينة بنغازي رفقة رئيس حكومة الاستقرار الموازية أسامة حماد، ورئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار؛ للاطلاع على أعمال الإنشاء والتجهيزات في مراحلها الأخيرة.

وقال مكتب حفتر إن الجولة شملت زيارة جامعة بنغازي للوقوف على آخر أعمال الصيانة بها.

في غضون ذلك، رحب محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، بالموقف الفرنسي الذي عبرت عنه رئيسة الحكومة الفرنسية بشأن الدعوة إلى هدنة إنسانية تمهد لوقف العمليات العسكرية على غزة، واعتبر أن هذا الموقف يقترب مما دعا إليه بالجلسة المغلقة بمؤتمر القاهرة للسلام مؤخراً، بشأن ضرورة دخول المساعدات بشكل مستدام.

ودعا المنفى، عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، الشركاء في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي إلى تعزيز مبدأ «الحق في الحياة»، بالإسراع في تبني هذا الموقف لحماية المدنيين العزل، واحترام القانون الدولي الإنساني، وتجنيب المنطقة اتساع رقعة الصراع.



Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *