قتلت إسرائيل 6 فلسطينيين في الضفة الغربية، الأربعاء، بينهم 4 في جنين شمال الضفة، في غارة نفذتها طائرة من دون طيار، وهو أسلوب بدأت إسرائيل انتهاجه في الضفة بعد عملية «طوفان الأقصى» التي نفذها مقاتلو «حماس» في السابع من الشهر الحالي وأدت إلى مقتل 1400 إسرائيلي في منطقة غلاف قطاع غزة.

وأطلقت طائرة إسرائيلية، صاروخين على الأقل، صوب مجموعة من الفلسطينيين في محيط مقبرة مخيم جنين، وقتلت فوراً محمد قدري الصباح، ومحمود الفايد، ومحمد أبو قطنة، قبل أن يلتحق بهم الطفل عيد مرعي (15 عاماً)، متأثراً بجروحه.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ «أنشطة لمكافحة الإرهاب»، وقام بهذه العملية رداً على هجوم شنه «مسلحون»، أطلقوا خلاله النار وألقوا عبوات ناسفة على قوات الأمن الإسرائيلية.

دمار في مخيم نور شمس بطولكرم الجمعة بعد هجوم الجيش الإسرائيلي (أ.ب)

واستخدم الجيش الإسرائيلي القصف عبر الطائرات المسيّرة، مرتين في غضون أسبوع واحد، في مخيم جنين وفي مخيم نور شمس في طولكرم، ما يعني 3 عمليات اغتيال عبر الغارات وهو رقم غير مسبوق منذ انتفاضة الأقصى عام 2000.

وقتل الجيش أيضاً فلسطينيين آخرين، الأربعاء، في مخيم قلنديا شمال القدس، ومدينة قلقيلية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن القوات الإسرائيلية قتلت حمزة طه، خلال اقتحامها قلقيلية، وأحمد مطير في مخيم قلنديا للاجئين، وبذلك يرتفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، إلى 105 فلسطينيين في الضفة الغربية.

وصعّدت إسرائيل في الضفة، المتوترة أصلاً بعد هجوم «حماس»، وأغلقتها بشكل كامل وحوّلتها إلى معازل بعدما حاصرت المدن والقرى ببوابات حديدية وكتل إسمنتية وحواجز ترابية.

وشددت إجراءاتها على الحواجز العسكرية المغلقة طيلة الوقت، التي تحوّلت في أغلب الأوقات إلى ممرات مذلة بالنسبة للفلسطينيين المضطرين إلى التنقل بين المدن.

388631 الفصائل العراقية ترجّح «حرباً شاملة» في المنطقة
مسيرة دعم في مدينة رام الله بالضفة تضامناً مع قطاع غزة الأربعاء (أ.ف.ب)

وتخشى إسرائيل، بشكل رئيسي، تصاعد التوترات في الضفة الغربية مع إطالة أمد الحرب في غزة، وراحت إلى جانب عمليات القتل التي ترتكبها، تسلح المستوطنين بشكل غير مسبوق.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي أعلن حالة تأهب قصوى، إنهم منتبهون لمحاولة «حماس» إقحام إسرائيل في حرب على جبهات عدة، بما في ذلك الضفة الغربية.

وفي محاولة لعدم الوصول إلى تصعيد، تلجأ إسرائيل إلى سياسة انتقامية عادة ما تجلب ردوداً وتساعد على إشعال المنطقة.

وبالإضافة إلى الاعتقالات الواسعة، ضيّقت إسرائيل على المعتقلين الفلسطينيين وسحبت منهم كل الامتيازات، وأعلنت أن 2 من المعتقلين قضيا في السجون يومي الاثنين والثلاثاء.

وأصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، بياناً الأربعاء، اتهموا فيه إدارة السجون الإسرائيلية بقتل عمر دراغمة الذي قضى يوم الاثنين، في المعتقلات الإسرائيلية.

وقال البيان إنه «استناداً لتقرير صدر عن إدارة سجون الاحتلال، فإن الشهيد المعتقل عمر دراغمة (58 عاماً) كان يعاني من نزيف داخلي لحظة استشهاده، وهذا ما يؤكّد مجدداً أنّه تعرض لعملية اغتيال عن سبق إصرار».

وكانت إدارة السجون قد أعلنت، الاثنين، أن دراغمة توفي في السجن ثم أعلنت، الثلاثاء، أن الأسير عرفات حمدان (25 عاماً) توفي أيضاً في السجن.

388609 الفصائل العراقية ترجّح «حرباً شاملة» في المنطقة
أقارب أحد الفلسطينيين ضحايا طائرة دون طيار يشيعون جثمانه في مقبرة بمخيم جنين الأربعاء (إ.ب.أ)

وقالت هيئة شؤون الأسرى، إنه وفي ضوء المعطيات التي تتابعها المؤسسات «نؤكّد أنّ الاحتلال بدأ تنفيذ عملية اغتيال ممنهجة بحق الأسرى والمعتقلين، بعد ارتقاء المعتقلين عمر دراغمة وعرفات حمدان في غضون 24 ساعة».

ودراغمة وحمدان اعتُقلا حديثاً ضمن حملة كبيرة بدأتها إسرائيل في الضفة، بعد «طوفان الأقصى».

واعتقلت إسرائيل، الأربعاء، 80 فلسطينياً من أنحاء متفرقة في الضفة، معظمهم من «حماس».

ومنذ السابع من الشهر الجاري، تم اعتقال نحو 1350 فلسطينياً 600 منهم ينتمون لـ«حماس»، بحسب الجيش الإسرائيلي.

ووصل عدد الأسرى في سجون الاحتلال، وفقاً للمعطيات المتوفرة، إلى نحو 6600 بعد حملات الاعتقال المتصاعدة منذ السابع من أكتوبر، منهم على الأقل 50 أسيرة، وأكثر من 1600 معتقل إداري. ولا تشمل هذه الأرقام آلاف المعتقلين من عمال قطاع غزة الذين كانوا في إسرائيل وقت تنفيذ «حماس» الهجوم.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *