يصف رموز نادي بايرن ميونيخ السابقين ما يعيشه الفريق من انتكاسات في الموسم الحالي بـ«فيلم رعب لا ينتهي»، بعد الخسارة الموجعة بهدفين نظيفين أمام الغريم بوروسيا دورتموند السبت والتراجع بفارق 13 نقطة عن باير ليفركوزن قبل سبع مراحل على نهاية الدوري الألماني (بوندسليغا).

وطالب نجوم بايرن ميونيخ السابقين بثورة تغيير في النادي على المستوى الإداري والفني مع ضرورة دعم الفريق بلاعبين واعدين صغار السن، حتى يستطيع البطل البافاري الذي احتكر لقب البوندسليغا في المواسم الـ11 السابقة، العودة إلى القمة مجدداً.

ويحتاج ليفركوزن الذي لم يتعرض لأي هزيمة وأهدر 8 نقاط فقط هذا الموسم من 4 تعادلات مقابل 23 فوزاً، إلى تسع نقاط فقط من آخر سبع مباريات ليفوز باللقب للمرة الأولى في تاريخه بعدما كان حلّ وصيفاً في خمس مناسبات آخرها موسم 2010-2011. بينما يبدو أن آمال بايرن ميونيخ باتت منحصرة في دوري أبطال أوروبا، حيث تنتظره مهمة صعبة أمام آرسنال الإنجليزي في ذهاب ربع النهائي.

وبعد أن اتخذ منذ قرابة الشهرين قراره بالتخلي عن مدربه توماس توخيل بنهاية الموسم، يدور البايرن في دوائر مغلقه بحثاً عن مدير فني جديد، إثر رفض الإسباني تشابي ألونسو الذي كان يُنظر إليه على أنه المرشح الأبرز للمنصب، التخلي عن فريقه ليفركوزن وتأكيد استمراره معه الموسم المقبل.

ومما يزيد من الانتقادات لإدارة بايرن هو التكهنات الإعلامية التي تتحدث عن نية النادي البافاري في إعادة يوليان ناغلسمان (مدرب المنتخب الأماني حالياً) لقيادة الفريق مجدداً الموسم المقبل، وهي التي أقالته الموسم الماضي لأجل التعاقد مع توخيل رغم أن نتائجه كانت أفضل كثيراً من الأخير.

هل توخيل هو المسؤول الوحيد عن تدهور مستوى البايرن؟ (د.ب.أ)

وهذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من تسع سنوات التي يخسر فيها بايرن ميونيخ هذا الكم من المباريات محلياً (5 مباريات)، وفي ظل الظروف الحالية، سيكون تخطي آرسنال والوصول لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا التي سبق وأن فاز بلقبها ست مرات، أمر غاية في الأهمية وإرضاء للجماهير الغاضبة. هناك اعتراف بأن الفريق الحالي ليس بنفس قوة بايرن ميونيخ قبل 10 أو خمس سنوات، كما أن توخيل ليس جوسيب غوارديولا. بايرن المتخبط غير قادر على حسم اسم المدير الفني الجديد، وهو الأمر الذي يعكس الضعف الحالي للنادي والحالة التي وصل إليها، في تناقض واضح للاستقرار الكبير الذي كان يتمتع به خلال السنوات السابقة.

ووسط التخبط وعدم اليقين في هوية اسم المدرب المقبل، أكد فيليب لام نجم البايرن السابق، أن على النادي دراسة ملف المدرب المقبل بعناية، وضرورة العثور على المدير الفني المناسب القادر على منح الاستقرار للفريق وللنادي وقال: «عاني البايرن من كثرة التغيير في السنوات الأخيرة، آخر مدربين (هانزي فليك وناغلسمان) استمروا لمدة عام ونصف. لهذا السبب الاستمرار مهم بما في ذلك القيادة الإدارية».

وأشار لام الذي يعمل ضمن الجهاز المشرف على المنتخب الألماني وتنظيم كأس أوروبا المقبلة، إلى أنه على استعداد لتقديم النصيحة للبايرن، دون استبعاد العمل مع النادي البافاري مستقبلاً.

من جهته انتقد ستيفان إيفنبرغ، القائد السابق لبايرن ميونيخ بشدة الأوضاع في الفريق عقب الخسارة أمام دورتموند.، وقال: «الخسارة بهدفين نظيفين ضربة موجعة للبايرن، بالتأكيد خسارة مخيبة للآمال».

ويرى إيفنبرغ (55 عاماً) الذي توج بدوري أبطال أوروبا مع البايرن في 2001 أنه لم يعد هناك وحدة بين لاعبي الفريق، ولا يتحمل المدرب توماس توخيل، المسؤولية وحده، موضحاً: «نعم الأساس هو المدرب، ولكن أيضاً يجب أن تسأل اللاعبين، الفريق افتقد الحماس، والمباراة كانت أشبه بلقاء تجريبي، لم يأخذ بايرن المباراة على محمل الجد». وأبدى إيفنبرغ قلقه من تأثير هذه الخسارة على البايرن قبل مواجهة آرسنال في دوري أبطال أوروبا الأسبوع المقبل.

أما النجم الأسطوري لوثار ماتيوس، قائد البايرن ومنتخب ألمانيا السابق، فيرى أن النادي البافاري مطالب بتغيير كل أجهزته الإدارية والفنية والاستعانة بأصحاب الكفاءة الأقوياء القادرين على اتخاذ قرارات صائبة وحاسمة.

وقال ماتيوس، الذي توج بكأس العالم مع منتخب ألمانيا عام 1990: «شاهدنا خلال السنوات الأخيرة خلافات غير معتادة في إدارة البايرن وانعكس الأمر على الفريق، كنت أكثر المعارضين لقرار إقالة ناغلسمان الموسم الماضي، كان خطأ كبيراً السماح له بالرحيل. إنه شاب طموح وكان مناسباً لمستقبل البايرن».

وعن تأييده لعودة ناغلسمان للبايرن مجدداً أوضح ماتيوس: «ستكون خطوة رائعة. لكنه مدرب المنتخب الألماني حالياً، أعتقد أنه إذا رغب في العودة بعد كأس أوروبا، فلا بد أن يكون ذلك تحت إدارة مختلفة وتسلسل هرمي مختلف، والأمر متروك له».

وأضاف ماتيوس: «لا أعرف ما إذا كان ناغلسمان على رأس قائمة بايرن، لكن عودته إلى ميونيخ ستكون شيئاً مميزاً للغاية».

من جهته طالب جوشوا كيميتش، لاعب البايرن زملاءه بإعادة التفكير في أدائهم بعد الخسارة القاسية أمام دورتموند، التي أنهت فعلياً آخر فرصهم في ملاحقة ليفركوزن المتصدر. وقال كيميتش عقب اللقاء: «الآن لدينا عطلة لمدة يومين. هذه فرصة للجميع للتفكير فيما حدث. يجب أن نستغل هذه الفترة لكي يسأل كل لاعب نفسه عما إذا كان بذل قصارى جهده أم لا. في رأيي، نحن قادرون على الظهور بشكل أفضل، وأنه لا يمكننا الاستمرار بنفس الأداء، هذا لا يساعدنا في التقدم للأمام».

وأضاف: «أعتقد أنه يجب أن تكون هناك رغبة لدى كل لاعب للفوز بالمباريات. الأمر يكون أكثر متعة عندما تفوز. تكون الأمور أكثر إيجابية عندما تفوز بالمباريات. ما زال لدينا دوري الأبطال، ولدينا بطولة أوروبا بنهاية الموسم»، أما زميله ليون غوريتسكا فوصف ما يحدث للبايرن حالياً بأنه «فيلم رعب لا ينتهي».

من جانبه، أعرب توماس توخيل (50 عاماً)، عن صدمته من تراجع أداء فريقه، وقال: «اعتقدت أننا تجاوزنا هذه المرحلة، ولكن يبدو أنني كنت مخطئاً. في الحقيقة، لقد عدنا لنفس النقطة، حيث نخسر مباراة ولا نعرف كيف حدث هذا. كانت هذه هي المشكلة التي تكررت طوال الموسم».

وأقرّ توخيل بأن السباق على اللقب قد حسم لصالح ليفركوزن المتصدر بفارق 13 نقطة عن عملاق بافاريا قبل سبع مراحل على النهاية، وأوضح: «تهانينا لهم، هذا هو واقع الأمر».

وبدوره، قال توماس مولر الذي توّج بـ12 لقباً في ميونيخ، بما في ذلك آخر 11 لقباً توالياً للدوري وخاض خلال مواجهة دورتموند مباراته الرقم 700 بقميص عملاق بافاريا: «أنا لست أستاذاً للرياضيات ولم أقم بالحسابات، لكن إذا كنا صادقين، فإن فرص احتفاظ البايرن باللقب أمر غير واقعي».

595660 بايرن ميونيخ يعيش فيلم «رعب» وبحاجة لثورة تجديد إدارية وفنية
هاري كين هداف الدوري مكسب البايرن الوحيد (إ.ب.أ)

وإذا كان رموز البايرن يرون هذا الموسم كارثياً للنادي البافاري، إلا إنهم يؤكدون على أن ضم المهاجم الإنجليزي هاري كين المرشح للفوز بلقب هداف الدوري الألماني هو المكسب الوحيد.

صحيح أن كين حقق نجاحاً كبيراً من خلال تسجيله 31 هدفاً في الدوري الألماني الممتاز هذا الموسم، لكن هناك شعور سائد بأنه لا يحظى بالدعم اللازم من لاعبي الفريق، وأن البايرن بحاجة لدعم صفوفه بعناصر قادرة على منح قائد إنجلترا الفرصة للتألق.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *