خيّمت أجواء قاتمة على الاحتفالات بعيد الفصح، اليوم الأحد، في القدس وغزة، حيث أقامت الطائفة الكاثوليكية الصغيرة في القطاع الفلسطيني الذي مزّقته الحرب، قداسها مع احتدام القتال في الخارج.

ووفق تقرير أعدّته «وكالة الصحافة الفرنسية»، تجمّع نحو 100 مؤمن على ضوء الشموع، ليل أمس، في كنيسة العائلة المقدسة للاتين في مدينة غزة شمال القطاع المهدد بالمجاعة؛ لإحياء ذكرى قيامة يسوع من الموت، وفق التقليد المسيحي.

وتقع الكنيسة على مسافة قصيرة بالسيارة من «مجمع الشفاء الطبي»، حيث يدور قتال عنيف منذ أسبوعين بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي «حماس».

كانت الأجواء في القدس كئيبة بالقدر نفسه مع وجود عدد قليل من المؤمنين في الأماكن المقدسة التي عادة ما تكون مزدحمة في عيد الفصح.

وحتى قداس عيد الفصح الكاثوليكي الرئيسي في كنيسة القيامة – التي يُعتقد أنها مبنية في المكان نفسه الذي دُفن فيه المسيح – لم يشهد حضوراً كثيفاً.

وتقدّم بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بيتسابالا، المُصلين الذين انحنوا وقبّلوا حجر المسحة الرخامي الذي يُعتقد أن جسد المسيح وُضع عليه بعد إنزاله عن الصليب.

عبّرت الأخت أنجليكا، وهي راهبة إيطالية من بيروجيا، عن شعورها بالحزن الشديد؛ لرؤية عدد قليل جداً من الناس في الكنيسة التي تعد الأقدس لدى المسيحيين.

وقالت: «لقد كنا قلائل للغاية، وهذا يفطر قلبي، ولكننا مثل المسيحيين الأوائل؛ كانوا قلائل أيضاً».

وأضافت أن المؤمنين امتنعوا عن القدوم بسبب «المعاناة والموت (في غزة)».

مع سجود المؤمنين أمام الحجر، أوضحت أنه كان يقع تدافع غالباً حتى للوصول إلى الساحة أمام كنيسة القيامة.

وتابعت متحدثة للوكالة: «انظروا كيف أنها فارغة، حتى في الداخل»، هذا العام.

أكدت كاسيا (60 عاماً)، وابنتها إيوا (33 عاماً)، وهما من وارسو في بولندا وشاركتا في عشر زيارات سابقة للأراضي المقدسة، أنهما لم تريا المزارات المقدسة بهذا الهدوء من قبل.

وقالت كاسيا، التي تحدثت بشرط عدم نشر اسمها كاملاً: «هذا ليس مستغرباً في ظل الحرب»، مضيفة أنه «أمر فظيع، إنهم يقتلون الأطفال (في غزة)، هذا خطأ كبير».

«الناس خائفون»

وقال قس نيجيري، من الطائفة الخمسينية من أجيجي بالقرب من لاغوس، إن الحرب لن تمنعه من البقاء لمدة شهر.

لكنه أقرّ بأنه خلال 30 عاماً من الزيارات، لم ير قط «المدينة المقدسة فارغة إلى هذا الحد. كان هناك كهنة أكثر من الناس في كنيسة القيامة، يوم الخميس المقدس. الناس خائفون».

بدوره، عدّ جورج حبيب؛ وهو صاحب متجر بالبلدة القديمة، عيد الفصح الذي عادةً ما يكون أكثر الفترات ازدحاماً، «كارثياً»، هذا العام.

وقال: «لا يوجد أحد هنا. الوضع أسوأ من كوفيد… أشعر بأن هذه الحرب لن تنتهي أبداً».

ودمّرت الحرب بين إسرائيل و«حماس» مساحات واسعة من قطاع غزة المحاصَر، من بينها مستشفيات وغيرها من البنى التحتية الحيوية.

بدأ الأمر بهجوم شنّته «حماس»، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصاً في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدّتها الوكالة، استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 32782 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة التي تديرها الحركة.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *