مؤخرا، أثيرت ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي حول مصطلح «متلازمة الابنة الكبرى»، حيث عبرت نساء عدة عن أنهن يشعرن بـ«أعراض» تلك المتلازمة التي وصفوها بأنها «صاخبة»، بحسب تقرير لموقع «هيلث».

وفي هذا الإطار، قالت المعالجة المرخصة للزواج والأسرة، وصانعة المحتوى على «يوتيوب» والمؤلفة، كاتي مورتون، لموقع «هيلث»، إن «متلازمة الابنة الكبرى ليست تشخيصاً رسمياً للصحة العقلية، بل هي وسيلة لوصف بعض الضغوط والمسؤوليات الملقاة على عاتق الابنة البكر في الأسرة».

وأوضحت مورتون أن «البنات البكر قد يواجهن مسؤولية تجاه المزيد من العمل المنزلي والخضوع لمعايير أعلى من إخوتهن»، شارحة أن «البنات البكر يشعرن أيضاً وكأنهن الوالد الثالث، وغالباً ما يكن مسؤولات عن الرعاية العاطفية لأسرتهن بأكملها». وبسبب هذا الضغط الإضافي، تكون البنات البكر أكثر عرضة لسمات الشخصية مثل إرضاء الناس والقلق وغيرها.

ولقي هذا التعريف صدى واضحاً، إذ حصد مقطع فيديو «تيك توك» الخاص بمورتون حول «متلازمة الابنة الكبرى» أكثر من 6.7 مليون مشاهدة منذ نشره في أواخر فبراير (شباط).

وعبّرت بيث فيليبو، البالغة من العمر 42 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال من نيو لينوكس بولاية إلينوي، والتي قالت إنها نشأت مع أخ أصغر، أنها كانت تشعر دائماً بإحساس ثقيل بالمسؤولية تجاه أسرتها.

وقالت فيليبو لـ«هيلث»: «الأمر أكثر بكثير من مجرد الرغبة في القيام بشيء ما لأنك تهتم بعائلتك. إنه الذنب والالتزام ومعرفة أن أي موثوقية لن تأتي إلا مني».

يبدو أن هذا المصطلح يتوافق مع تجربة بعض النساء الحياتية، ولكن هل هناك أي دليل غير ما تقوله النساء على أن كونك الابنة البكر يمكن أن يؤثر حقاً على شخصيتك؟

في ما يلي ما قاله الخبراء عن «متلازمة الابنة الكبرى» وكيفية ارتباط السمات الشخصية بجنس المولود وترتيبه الميلادي في الأسرة.

ما هي «متلازمة الابنة الكبرى»؟

في فيديو مورتون «تيك توك»، تنسب السمات الثماني التالية إلى متلازمة الابنة الكبرى:

شعور شديد بالمسؤولية.

متفوقة في الإنجاز، من النوع «أ»، ومندفعة للغاية.

تقلق كثيرا.

التعامل مع السلوكيات التي ترضي الناس.

تواجه صعوبة في وضع الحدود.

تشعر بالاستياء من الأشقاء والعائلة.

تعيش صراعا مع الشعور بالذنب.

تواجه وقتاً صعباً في علاقاتها مع البالغين.

من جهتها، قالت الدكتورة جوليا روهرير، وهي عالمة نفس الشخصية في معهد فيلهلم فونت لعلم النفس بجامعة لايبزيغ في ألمانيا، لـ«هيلث»، إن «الأشقاء الأكبر سناً غالباً ما يتحملون مسؤوليات إضافية بسبب أعمارهم. يمكن تكليفهم بمهام معينة في وقت مبكر، ومساعدة ومراقبة إخوتهم، وما إلى ذلك».

وأوضحت روهرير أن الفتيات والنساء، على وجه الخصوص، يواجهن في كثير من الأحيان ضغوطاً وعملاً إضافياً، حيث لا يزال تقسيم العمل في كثير من الأحيان يعتمد على النوع الاجتماعي.

وأشارت الى أنه «في كثير من الأسر، ينتهي الأمر بالنساء إلى القيام بمزيد من الأعمال المنزلية والمزيد من أعمال الرعاية. وإذا جمعت بين هذين الأمرين، هناك احتمال كبير أنه في بعض العائلات على الأقل، ستنتهي الابنة الكبرى بمسؤوليات أكثر من جميع الأطفال الآخرين».

وبالنسبة لميغان كلاسيك، 42 عاماً، وهي أم لثلاثة أطفال وتعيش في بحيرة إلمو بولاية مينيسوتا، كانت هذه هي تجربتها أثناء نشأتها. وهي الفتاة الوحيدة في عائلة مكونة من سبعة أفراد.

وقالت لـ«هيلث»: «لقد اعتبرني إخوتي بمودة أنني أمي المصغرة، خاصة عندما كنت أزعجهم أو أكرر ما قالته أمي إذا لم أشعر أنهم كانوا يفعلون ذلك بشكل صحيح، خاصة مع إخوتي الصغار، كنت أتصرف كأنني أم، وأساعدهم أو ألعب معهم».

أدلة وجود «متلازمة الابنة الكبرى» مختلطة

على الرغم من صدى «متلازمة الابنة الكبرى» على الإنترنت، فإن الباحثين متشككون، وفق «هيلث».

وتتم الإشارة بشكل شائع إلى إحدى الدراسات التي أجريت عام 2024 عبر الإنترنت في ما يتعلق بترتيب الميلاد، ووجدت أن ضائقة الأمهات قبل الولادة يمكن أن تسرع نمواً معيناً للبلوغ لدى البنات، وخاصة أولئك البكر.

وبشكل أساسي، تتمتع تلك الفتيات بنمو اجتماعي أسرع، مما قد يكون ميزة تطورية للأمهات اللاتي يحتجن إلى مساعدة في تربية أطفال آخرين.

ومع ذلك، قالت روهرير إن الدراسة لا ترتبط إلا بشكل فضفاض للغاية بفكرة «متلازمة الابنة الكبرى».

وشرحت أنه «تم تقسيم البيانات إلى شرائح بعدة طرق، لذلك لن أضع الكثير من الثقة في تأثير تفاعل ترتيب الولادة الذي وجدوه، بين الفتيات فقط».

وقد وجد الباحثون أن الأطفال البكر يميلون إلى الحصول على درجات أعلى في اختبارات الذكاء من أشقائهم الأصغر سنا، ولكن هذه الاختلافات صغيرة وليست حتمية، كما أوضحت.

ووجدت أبحاث أخرى نشرتها روهرير، أن ترتيب الميلاد لا يبدو أن له تأثيرات كبيرة على سمات الشخصية مثل الاستقرار العاطفي، والانبساط، والقبول، والعصابية، والانفتاح على التجارب.

وبسبب هذه النتائج، قالت روهرير إنها «متشككة للغاية بشأن متلازمة الابنة الكبرى كتفسير لسبب تحول الناس إلى الطريقة التي يتصرفون بها، مع الصراعات المحددة التي يواجهونها».

وأوضحت أنه على الرغم من أن ترتيب الميلاد لا يحدد شخصية الشخص، فإن التوقعات الاجتماعية يمكن أن تفسر جزئياً بعض «أعراض متلازمة الابنة الكبرى».

وشرحت أن بعض البنات البكر «قد يكون لديهن ميل لتحمل المسؤوليات بسهولة والقلق كثيراً، لذلك من الطبيعي أن يتم الضغط عليهن بسهولة أكبر في دور الابنة الكبرى التي تعتني بكل شيء وكل شخص. وهذا، بالطبع، يمكن أن يؤدي إلى الاستياء في وقت لاحق من الحياة، حتى لو لم يؤثر في الواقع على شخصيتهم».

وقدمت روهرير تفسيرا آخر للابنة الكبرى، وهو ببساطة أن هذه المشاكل المنسوبة إلى «الحالة» هي مجرد تجارب معظم الناس. على سبيل المثال، من الشائع أن تواجه صعوبة في العلاقات لأنها غالباً ما تكون صعبة. ويشعر الكثير من الناس بالضغط لتحقيق الإنجاز، ويعتقدون أن لديهم ضغطاً أكبر مما ينبغي.

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *