في حين قررت أحزاب «الائتلاف الحكومي» في الجزائر إعادة النظر في خطة الدعاية لـ«الولاية الثانية» المفترضة للرئيس عبد المجيد تبون، اجتمع قادة 13 حزباً، الخميس، بالعاصمة لبحث إطلاق «حملة تعبئة قوية» تهدف إلى دفع الجزائريين إلى التصويت بكثافة يوم الانتخابات الرئاسية، المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل.

وقالت مصادر من «الائتلاف» المؤيد لسياسات الرئيس تبون، المتكون من «جبهة التحرير الوطني»، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«حركة البناء الوطني»، و«جبهة المستقبل»، إن قادتها «اتفقوا على وقف حملة متفق عليها، تخصّ حملة مبكرة للولاية الثانية للرئيس، قبل أن يعلن بنفسه ترشحه للاستحقاق الرئاسي».

ترقب مستمر في الجزائر لإعلان الرئيس تبون ترشحه لولاية ثانية (د.ب.أ)

وأكدت المصادر ذاتها أن «فرملة الخطة الدعائية الاستباقية» لترشح الرئيس تبون المحتمل، قرار اتخذه قادة الحلف الحزبي الجديد، إثر صدور مقالين في صحيفتين؛ إحداهما بالعربية والأخرى بالفرنسية، الاثنين الماضي، تحت عنوان واحد «الرئيس غاضب»، يعبران عن رفض تبون لـ«جرعة التملق الزائدة له»، التي تميز خطاب وتصرفات بعض زعماء الأحزاب الأربعة، الذين يملكون وزراء في حكومته.

واحتج تبون، حسب المقالين، بشدة على الأسلوب المتبع في حملة الدعاية له، التي تذكر الجزائريين بـ«العهد البائد»، وفق المعنى الذي تضمنه المقالان. بمعنى فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة (1999 – 2019)، التي شابها «فساد»، خاصة في السنوات السبع الأخيرة من حكمه، حينما توارى عن الأنظار بسبب تبعات الإصابة بجلطة دماغية، بينما كانت الأحزاب الموالية له تؤكد أنه «بصحة جيدة ويتابع ملفات الشأن العام بنفسه».

ومن المفارقات أن حزبين من تلك المرحلة يوجدان ضمن «الائتلاف» الداعم لسياسة تبون، هما «جبهة التحرير» و«التجمع الوطني»، ويقول الأمينان العامان للحزبين إنهما «تابا عن ممارسات الماضي».

والمعروف أن «الائتلاف» تم إطلاقه في 22 مايو (أيار) 2024، وحدد له أصحابه هدفاً يتمثل في «دعم مرشح للانتخابات الرئاسية يحظى بالإجماع». وفهم مراقبون من هذا الطرح أن الأحزاب الثلاثة استبقت الحدث المرتقب، وهو إعلان تبون ترشحه لولاية ثانية، بأن أسسوا له قاعدة سياسية، سيجدها جاهزة لحملة الدعاية الانتخابية لصالحه.

665853 الائتلاف الحكومي «يفرمل» حملته الدعائية لـ«ولاية تبون الثانية»
عبد القادر بن قرينة رئيس حزب «البناء» المؤيد لسياسات الرئيس (الشرق الأوسط)

غير أن عبد القادر بن قرينة رئيس «البناء» مرّ إلى السرعة القصوى، في اليوم الموالي، بتأكيده للصحافة أن «مجلس شورى الحزب رشّح عبد المجيد تبون للانتخابات». وبعد ذلك بيومين، عقد مصطفى ياحي، أمين عام «التجمع الوطني»، تجمعاً بشرق البلاد، رفع فيه «تيفو» كبيراً للرئيس تبون، تماماً كما دأب عليه في السابق عندما كان الحزب يدعم بوتفليقة، وهو الأمر الذي أثار حفيظة تبون، فقرر أن يضع حداً لهذا «الإخراج الدعائي»، عن طريق رسالة إلى الأحزاب الأربعة عبر الصحافة. وبدا لاحقاً أنها فهمتها جيداً.

يشار إلى أن الرئيس تبون زار، الخميس، ولاية خنشلة (500 كلم شرق) في إطار «تفقد مشروعات التنمية» محلياً. ونزل تبون إلى شوارع المدينة، حيث صافح عدداً كبيراً من سكانها، ما ترك انطباعاً لدى مراقبين أنه دخل في حملة غير رسمية لدورة رئاسية ثانية.

665852 الائتلاف الحكومي «يفرمل» حملته الدعائية لـ«ولاية تبون الثانية»
13 حزباً تطلق تعبئة لصالح تصويت مكثف في الاستحقاق الرئاسي (حسابات حزبية)

في سياق متصل بالانتخابات، اجتمع قادة 13 حزباً، الخميس، بقيادة بن قرينة، رئيس «البناء»، بهدف إنجاح الانتخابات وتحقيق تعبئة قوية للمواطنين من أجل مشاركة استثنائية يوم الاقتراع، حسبما كتبه بن قرينة في حسابه بالإعلام الاجتماعي، بأن المسعى «يبتغي النفع والفائدة للوطن، ويرسخ أمنه الحيوي، ويعزز استقراره، ويقوي الالتحام مع مؤسسات الجمهورية، وكذا تمتين الجبهة الداخلية»، معلناً في الوقت ذاته عن تنظيم «مؤتمر» للأحزاب الـ13، «في بحر الأسبوع المقبل، يتوج ببيان ختامي يعبر عن موقفهم الجماعي من القضايا الوطنية ذات الاهتمام المشترك».

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *