يبدأ لوتشانو سباليتي «العمل الجدي الآن» بعدما أتَّم (الاثنين) مهمة قيادة إيطاليا إلى نهائيات كأس أوروبا المقررة الصيف المقبل في ألمانيا، وذلك بعد أشهر معدودة من تسلمه المهمة خلفاً لروبرتو مانشيني الذي قاد «آتزوري» إلى اللقب القاري صيف 2021.
وتجنبت إيطاليا (الاثنين) تكرار كابوس تصفيات مونديالَي 2018 و2022، ونالت فرصة الدفاع عن لقبها القاري بتعادلها الخاطف للأنفاس أمام «مستضيفتها» أوكرانيا 0 – 0 في مدينة ليفركوزن الألمانية في الجولة الأخيرة لمنافسات المجموعة الثالثة.
وكانت إيطاليا قريبة جداً من اختبار ما حصل معها في ملحق تصفيات مونديال 2022 حين أُقصيت على يد مقدونيا الشمالية بهدف قاتل في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، بعدما سقط مخايلو مودريك في المنطقة المحرمة إثر تدخل من براين كريستنانتي، لكن «في إيه آر» لم يتدخّل ما جنّب «آتزوري» كارثة أخرى.
وحتى أن الحارس والقائد، جانلويغي دوناروما، أقرّ بعد اللقاء بأنه «بعد مراجعتي للفيديو، كان بالإمكان منحها (ركلة الجزاء) بحسب رأيي. لكننا راضون بما حصل، لنقل إننا على ما يرام بشأن ما حصل. نحن لا نفكر به الآن بل نفكر بالاحتفال والاستمتاع بهذا التعادل المضني ضد فريق كبير».
ووجد المنتخب الإيطالي نفسه في وضع لا يُحسد عليه مرة أخرى، إذ دخل الجولتين الأخيرتين وهو في المركز الثالث بفارق 3 نقاط عن أوكرانيا التي لعبت مباراة أكثر منه.
ونجح في الاختبار الأول عندما فكّ عقدة مقدونيا الشمالية بالفوز عليها 5 – 2 (الجمعة)، لينتزع المركز الثاني من أوكرانيا بفارق المواجهة المباشرة بينهما، وذلك لفوزه على أرضه 2 – 1 في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وخاضت إيطاليا لقاء أمس الاثنين في ليفركوزن، حيث لعبت أوكرانيا المباراة البيتية؛ بسبب الغزو الروسي، ومصيرها بيدها، إذ كانت تحتاج إلى التعادل فقط للحاق بإنجلترا وصيفتها، ومتصدرة المجموعة، إلى النهائيات المقررة بين 14 يونيو (حزيران) و14 يوليو (تموز) المقبلين.
وحقق رجال سباليتي ذلك بعد لقاء حُبست فيه الأنفاس، لا سيما في الدقائق الأخيرة التي شهدت سيطرة أوكرانيا ومطالبتها بركلة جزاء.
بالنسبة للمدرب الذي قاد نابولي الموسم الماضي إلى إنجاز الفوز بلقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ 1990، فـ«نظراً إلى ما حدث في الماضي القريب مع البطولات الأخرى (مونديالَي روسيا 2018 وقطر 2022)، كنا مطالبين بالتأهل وليس من السهل لعب كرة القدم عندما تشعر بالضغط. ليس من السهل الوصول (إلى مهمته الجديدة) والقيام بالخيارات الصحيحة على الفور».
وكشف: «لم أتعلم بعض الأشياء إلا بعد تولي الوظيفة، والآن أعتقد بأني أعرف المزيد. جئت إلى هنا من أجل التأهل، وليس من أجل البحث عن أعذار في حال فشلنا في التأهل»، مشدداً: «العمل الجدي يبدأ الآن. أملك الآن فرصة بدء العمل بشكل فعلي».
ورغم قراره الأولي بالابتعاد عن التدريب لعام من أجل التقاط أنفاسه بعد إنجاز قيادته نابولي إلى اللقب، فإن سباليتي عاد عن رأيه في أغسطس (آب) بعدما عُرِضت عليه مهمة الإشراف على المنتخب الوطني خلفاً لمانشيني الذي اتخذ قراراً مفاجئاً بالاستقالة قبل أن يحط لاحقاً في السعودية للإشراف على منتخبها.
وأفاد ابن الـ64 عاماً بأنه «عندما وافقت على تولي المسؤولية، علمت أن التأهل (إلى كأس أوروبا) إلزامي».
وأدخل سباليتي تغييرات على طريقة العمل في المنتخب، بما في ذلك تطبيق يسمح للاعبين بمشاهدة محاضرات بالفيديو وتحليلات تكتيكية حتى لو لم يكونوا في مركز كوفرتشيانو الخاص بـ«آتزوري».
ويهدف سباليتي من ذلك إلى «الاقتراب بقدر الإمكان مما يحدث في النادي. نريد أن نبقي اللاعبين على تواصل، لذلك لن أنتظر حتى مارس (آذار) (موعد النافذة الدولية المقبلة)، بل سأذهب إلى مراكز التدريب وأتناول العشاء معهم وأطلب آراءهم».
وخلال مبارياته الست مع المنتخب، حقق سباليتي 3 انتصارات مقابل تعادلين وهزيمة كانت على يد إنجلترا 1 – 3 في «ويمبلي».
ومن تجربته حتى الآن، شدد «لدينا لاعبون رائعون في هذا المنتخب الوطني، وأريد التعرف عليهم دون الضغط الناتج عن الحاجة إلى النتيجة. اللاعبون لديهم أشياء ليخبرونا بها»، كاشفاً عن التوجه لاستخدام طائرة مسيّرة في التمارين من أجل تسجيل ما يحصل وتحسينه تباعاً.
في أمسية الاثنين على ملعب «باي أرينا» في ليفركوزن «كنا بحاجة إلى هذه النتيجة كي نعود إلى كرة القدم المهمة. ودون كأس أوروبا، سيكون من الصعب الدخول في عملية النمو. سأطالب بأن نخوض أصعب المباريات الودية الممكنة لأن عديداً من هؤلاء اللاعبين ليس لديهم كثير من الخبرة على المستوى الأوروبي، وبالتالي متى سيتمكنون من الحصول عليها؟» إذا لم يلعبوا ودياً ضد منتخبات قوية.
وبعد التأهل الشاق، بدا دوناروما متفائلاً بالقول: «نحن ذاهبون إلى ألمانيا من أجل الفوز» باللقب، موضحاً لقناة «راي» الإيطالية: «نحن سعداء جداً. بعد كل الصعوبات التي واجهناها، نحن أيضاً سنكون في ألمانيا، وسنذهب إلى هناك بوصفنا أبطالاً لأوروبا من أجل الفوز، من أجل العودة إلى الوطن بشيء ما».
Share this content:
اكتشاف المزيد من صحيفة باتسر
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.