مواجهات ثمن دوري أبطال أوروبا في الميزان… وفرص المتنافسين

وفقاً لقرعة ثمن النهائي التي سحبت الاثنين الماضي تبدو الطريق ممهدة أمام الفرق الكبرى لمواصلة التقدم في دوري الأبطال وإن كان على برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي تفادي التعرض لأي مفاجآت خاصة بعد العروض المتقلبة لكليهما في الأسابيع الأخيرة.

وإذا كانت القرعة قد خدمت مانشستر سيتي الإنجليزي حامل اللقب بوضعه أمام إف سي كوبنهاغن الدنماركي، فإنها كانت رحيمة أيضاً بفرق مرشحة للمنافسة على الكأس مثل بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الإسباني، بينما أسفرت عن مواجهة من العيار الثقيل بين إنتر ميلان الإيطالي وأتليتكو مدريد الإسباني، ولقاء مفخخ لبرشلونة أمام نابولي الإيطالي، وآخر لسان جيرمان ضد ريال سوسييداد ممثل إسبانيا الرابع. وهنا نعرض تحليلاً لكل مواجهة من مواجهات دور الستة عشر وما هو المتوقع وفقاً لمعدلات القوى.

لاعبو آرسنال لديهم فرصة جيدة للتقدم في دوري الأبطال (أ.ب)

«بورتو ضد آرسنال»

لا تزال الهزيمة في نهائي عام 2006 هي أفضل أداء لآرسنال في دوري أبطال أوروبا، لكن بعد تطور الفريق الملحوظ من الصيف، والتغلب على مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز والفوز عليه بركلات الترجيح في كأس الدرع الخيرية، فلا يوجد أي سبب – ربما باستثناء عدم خبرة اللاعبين الأوروبية – يمنع آرسنال من أن يكون منافساً قوياً على لقب دوري أبطال أوروبا. صحيح أن آرسنال، الذي يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، يواجه مشكلة في مركز حراسة المرمى، وربما يفتقر إلى مهاجم من الطراز الرفيع قادر على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى، لكن معظم الفرق في أوروبا تواجه مشكلات أيضاً من النوع نفسه.

لكن يجب الإشارة هنا إلى أن بورتو كان أكثر فريق من بين جميع الفرق التي احتلت المركز الثاني في مجموعتها تسجيلاً للأهداف، حيث سجل 15 هدفاً. لقد حافظ النادي البرتغالي على نظافة شباكه مرة واحدة فقط، وفشل في التسجيل على ملعبه في مباراة واحدة فقط أمام برشلونة، ومن المؤكد أن الفريق الحالي لبورتو قوي، بحيث يكون من الصعب تعرضه لخسارة ثقيلة كتلك التي تلقاها بخماسية نظيفة (ستة أهداف مقابل هدفين في مجموع المباراتين) في آخر مواجهة له أمام آرسنال، وكان ذلك في الدور نفسه في عام 2010.

التوقع: فوز مريح لآرسنال

462975 كومباني يرحب بتعيين ويلش أول امرأة تدير مباراة بالبريمرليغ
نابولي في حاجة للرجوع إلى مستوى العام الماضي حتى يستطيع مجابهة برشلونة (رويترز)

«نابولي ضد برشلونة»

يواجه كلا الفريقين صعوبات كبيرة في تقديم المستويات نفسها، التي كانا يقدمانها الموسم الماضي. ربما تكون هذه المواجهة بين بطلي إسبانيا وإيطاليا، لكن الأمر لا يبدو كذلك في الحقيقة. لقد كان هناك افتراض بأن تشافي سيكون امتداداً للمدرسة التدريبية للأسطورة الهولندية يوهان كرويف، لكن الحقيقة أن هذا الافتراض لم يتحول إلى شيء ملموس على أرض الواقع حتى الآن. وفي ظل ابتعاد المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي عن التهديف، أصبح برشلونة يبدو فريقاً عادياً للغاية. وعلى الرغم من فوز برشلونة على بورتو مرتين في دور المجموعات وتصدره للمجموعة على حساب النادي البرتغالي، فإن فارق الأهداف كان أقل لبرشلونة.

في المقابل وبعد فوز نابولي بالدوري الإيطالي الممتاز للمرة الثالثة فقط في تاريخه الموسم الماضي، يواجه الفريق صعوبات كبيرة هذا الموسم، رغم احتفاظه بمعظم نجومه، حيث لم يرحل من اللاعبين الأساسيين سوى كيم مين جاي وهيرفينغ لوزانو. استقال المدير الفني لنابولي، لوتشيانو سباليتي، من منصبه في الصيف الماضي، ثم أقيل رودي غارسيا ليتولى والتر ماتزاري المسؤولية في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني). وفي الدوري الإيطالي الممتاز، يتخلف نابولي عن المتصدر إنتر بفارق 14 نقطة.

التوقع: فوز برشلونة بصعوبة

462978 كومباني يرحب بتعيين ويلش أول امرأة تدير مباراة بالبريمرليغ
إنريكي مدرب سان جيرمان مطالب بالارتقاء بمستوى فريقه للمنافسة على اللقب (إ.ب.أ)

«سان جيرمان ضد ريال سوسييداد»

وخرج سان جيرمان الذي يلهث وراء لقبه الأول في المسابقة القارية العريقة، من عنق الزجاجة في دور المجموعات وحجز بطاقته بشق النفس مستفيداً من فوز ميلان الإيطالي على نيوكاسل الإنجليزي في الجولة الأخيرة، لينجح في احتلال المركز الثاني خلف دورتموند الألماني، لكنه يتصدر جدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز بشكل مريح. لقد فعل النادي الباريسي المطلوب، على الأقل من الناحية النظرية، رغم أنه يمر بمرحلة انتقالية تركز على العمل الجماعي للفريق وتطوير المواهب المحلية أكثر من التركيز على النجوم أصحاب الأسماء الكبيرة الذين كان لغرورهم تداعيات سلبية على نتائج الفريق على مدى العقد الماضي. لكن من ناحية أخرى، كان أداء باريس سان جيرمان متوسطاً في دور المجموعات، وتعرض لهزيمة ثقيلة أمام نيوكاسل على ملعب «سانت جيمس بارك»، وتأهل إلى دور الستة عشر بفضل ركلة جزاء مثيرة للجدل للغاية.

وفي المقابل، يبدو ريال سوسيداد أقل الفرق قوة في هذا الدور ويحتل المركز السادس في الدوري الإسباني الممتاز، لكنه احتل صدارة مجموعته متفوقاً على كل من إنتر ميلان وبنفيكا. لقد اعتزل ديفيد سيلفا، الذي فعل الكثير لمساعدة الفريق على المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لكن الفريق لا يزال يتمتع بالصلابة الدفاعية، حيث يُعد ريال سوسييداد أقل الفرق استقبالاً للأهداف في دور المجموعات، كما حافظ على نظافة شباكه في جميع المباريات الثلاث التي خاضها خارج ملعبه.

التوقع: فوز سان جيرمان بفارق ضئيل

462974 كومباني يرحب بتعيين ويلش أول امرأة تدير مباراة بالبريمرليغ
لاعبو إنتر ميلان على موعد مع صدام صعب ضد أتليتكو مدريد (رويترز)

«إنتر ميلان ضد أتليتكو مدريد»

ستكون مواجهة من العيار الثقيل بين إنتر ميلان الإيطالي، وصيف بطل النسخة الأخيرة والمتوج باللقب ثلاث مرات، وأتليتكو مدريد الإسباني الوصيف ثلاث مرات تحت إشراف نجم وسط إنتر السابق الأرجنتيني دييغو سيميوني.

ويعود المدرب الأرجنتيني المحنك لمواجهة النادي الذي انضم إليه قادماً من أتليتكو مدريد عام 1997 ودافع عن قميصه لمدة موسمين، وفاز معه بكأس الاتحاد الأوروبي. هناك شعور الآن بأن أتليتكو مدريد في الوقت الحالي ليس بنفس القوة التي كان عليها في السابق، لكنه تصدر مجموعته وسجل أهدافاً أكثر من أي فريق آخر باستثناء مانشستر سيتي، ويحتل أتليتكو المركز الثالث في الدوري الإسباني الممتاز متقدماً على برشلونة بفارق الأهداف، بعدما تجنب الهزيمة أمام خيتافي الثلاثاء وخرج بتعادل مثير 3-3. هناك القليل من المفاجآت المتعلقة بفريق أتليتكو مدريد بقيادة سيميوني، حيث يشكل أنطوان غريزمان وألفارو موراتا شراكة فعالة في خط الهجوم، ولا يزال كوكي يلعب في خط الوسط، وكلك يان أوبلاك هو من يحرس عرين الفريق.

أما إنتر ميلان، الذي تأهل للمباراة النهائية الموسم الماضي، فقد احتل المركز الثاني في مجموعته خلف ريال سوسيداد. ومع ذلك، فإنه يقدم مستويات جيدة على المستوى المحلي، حيث يتصدر جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز ولم يتعرض للخسارة سوى مرة واحدة فقط في الدوري حتى الآن هذا الموسم. لقد رحل إدين دزيكو عن الفريق أخيراً، وأصبح ماركوس تورام يلعب مهاجماً يتمتع بحرية كبيرة داخل المستطيل الأخضر، بينما يلعب الحارس يان سومر بشكل أساسي بعد رحيل أندريه أونانا إلى مانشستر يونايتد.

التوقع: فوز أتليتكو مدريد بصعوبة

«أيندهوفن ضد بوروسيا دورتموند»

بعد ستة أشهر مخيبة للآمال مديراً فنياً في عام 2017، تمثل هذه المواجهة فرصة كبيرة لبيتر بوسز لكي يثبت لمنافسه بوروسيا دورتموند أنه مدير فني جيد. تعرض أيندهوفن، بقيادة بوسز، لهزيمة ثقيلة على ملعب الإمارات في دور المجموعات برباعية نظيفة أمام آرسنال، الذي استغل الطريقة المفتوحة التي يلعب بها النادي الهولندي، لكن أيندهوفن أنهى الموسم الماضي في المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الهولندي الممتاز خلف فينورد، ويتصدر حالياً جدول الترتيب بفارق 10 نقاط عن أقرب منافسيه، بعد أن حقق الفوز 16 مرة من أصل 16 مباراة، وبفارق أهداف 50. لكنه وجد أن الأمور أكثر صعوبة في دوري أبطال أوروبا، ولم يحقق الفوز إلا في مباراتين فقط في دور المجموعات.

أما بالنسبة لبوروسيا دورتموند، فقد تأثر الفريق كثيراً برحيل نجمه الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام، وكان وصول نيكلاس فولكروغ يعني حدوث تغيير كبير في الطريقة التي يلعب بها الفريق. لا يقدم بوروسيا دورتموند مستويات جيدة في الدوري الألماني الممتاز، على الرغم من أنه لا يزال يحتل المركز الخامس في جدول الترتيب، وخسر على ملعبه برباعية نظيفة أمام بايرن ميونيخ، لكن الأمر كان مختلفاً تماماً في دوري أبطال أوروبا، حيث فاز على كل من ميلان ونيوكاسل خارج ملعبه، كما فاز بشكل مريح على منافسه الإنجليزي على ملعبه.

التوقع: فوز دورتموند بفارق ضئيل

«لاتسيو ضد بايرن ميونيخ»

لم يكن تأهل بايرن ميونيخ من دور المجموعات موضع شك أبداً بعد الفوز على مانشستر يونايتد في المباراة الافتتاحية بالمجموعة، والتي تفوق فيها العملاق البافاري بشكل أكبر بكثير مما قد تعكسه نتيجة المباراة التي انتهت بالفوز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، لكن الأمور ليست على ما يرام بالنسبة للعملاق البافاري، الذي خسر أمام آينتراخت فرانكفورت بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد في الدوري الألماني (البوندسليغا) قبل أسبوع واحد. لقد تأقلم المهاجم الإنجليزي الدولي هاري كين بسرعة استثنائية، وهناك عدد من اللاعبين الرائعين الذين يمتلكون سرعات فائقة يلعبون من خلفه، لكن الفريق لا يزال يعاني من مشكلات دفاعية واضحة. وعلاوة على ذلك، لم يعد مانويل نوير يقدم المستويات القوية نفسها التي كان يقدمها من قبل، ودائماً ما يبدو دايو أوباميكانو وكأنه نقطة ضعف وعرضة لارتكاب الأخطاء، وهناك شكوك حول أداء الظهير الأيمن نصير مزراوي.

في هذه الأثناء، كانت بداية لاتسيو محبطة ومخيبة للآمال في الموسم الحالي للدوري الإيطالي الممتاز، حيث يحتل الفريق المركز الحادي عشر في جدول الترتيب، لكن مستواه في دوري أبطال أوروبا كان عكس ذلك تماماً. لقد أظهر لاتسيو، بقيادة المدير الفني ماوريسيو ساري، في أكثر من مرة قدرة فائقة على تسجيل الأهداف عندما يكون بحاجة ماسة إلى ذلك، ووصل الأمر لدرجة أن حارس المرمى، إيفان بروفيديل، قد سجل هدف التعادل القاتل في الدقيقة 95 أمام أتليتكو مدريد في المباراة الافتتاحية لدور المجموعات.

التوقع: فوز بايرن بشكل مريح

462976 كومباني يرحب بتعيين ويلش أول امرأة تدير مباراة بالبريمرليغ
مواجهات ثمن النهائي ما بين السهل للمرشحين الكبار والصعب للطامحين في المنافسة على اللقب (إ.ب.أ)

«كوبنهاغن ضد مانشستر سيتي»

من الواضح للجميع أن مانشستر سيتي، الفائز بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لا يمر بأفضل حالاته على الإطلاق هذا الموسم، لكنه كان يمر بمرحلة عدم اتزان في نفس هذا التوقيت من الموسم الماضي أيضاً – على الرغم من حقيقة أنه لم يعانِ في ذلك الوقت من مثل هذه السلسلة السلبية من المباريات، التي لم يحقق فيها سوى انتصار واحد في ست مباريات. عودنا مانشستر سيتي على تقديم مستويات أفضل بكثير في فصل الربيع، عندما يعمل جوسيب غوارديولا على الوصول بفريقه إلى قمة اللياقة البدنية. وفي ظل عودة كيفين دي بروين وجون ستونز من الإصابة، فإن الفريق لا يزال يعدُّ أفضل فريق في أوروبا.

وحتى خلال هذه الفترة الصعبة، فقد فاز مانشستر سيتي بالمباريات الستة التي لعبها في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا بالعلامة الكاملة. وعلق مديره الرياضي الإسباني تشيكي بيغيرستاين بعد القرعة التي سُحبت في مقر الاتحاد الأوروبي للعبة في مدينة نيون السويسرية: «كوبنهاغن فريق واجهناه في السابق ونعرفه جيداً وقدم مستوى رائعاً وملعبهم رائع، لكن الأمور مختلفة الآن بعد سنتين، نتوقع لقاءً صعباً».

وكان سيتي سحق كوبنهاغن 5-0 في دور المجموعات في النسخة الماضية وتعادل معه دون أهداف إياباً، في طريقه إلى إحراز اللقب.

ويعد كوبنهاغن هو المفاجأة الكبرى لدور المجموعات ها الموسم. لا يقتصر الأمر على نجاح الفريق، بقيادة المدير الفني جاكوب نيستروب، في احتلال المركز الثاني في المجموعة، بل واجه سوء حظ كبيراً بحصوله على ثماني نقاط فقط، فعلى الرغم من خسارته خارج ملعبه أمام مانشستر يونايتد، وخسارته على ملعبه أمام بايرن ميونيخ، وتعادله خارج ملعبه أمام غلاطة سراي، فإنه كان قادراً على تحقيق نتائج أفضل في هذه المباريات الثلاث.

التوقع: فوز سيتي بشكل مريح

«لايبزيغ ضد ريال مدريد»

كان ريال مدريد واحداً من فريقين فقط فازا بجميع المباريات الست في دور المجموعات، وعلى الرغم من احتلاله للمركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإسباني الممتاز خلف جيرونا في الوقت الحالي، فإنه يعد المرشح الأقوى للفوز باللقب مرة أخرى. ربما لم يعد الفريق بنفس القوة التي كان عليها من قبل، لكنه نجح في تقليل معدل أعمار لاعبي خط الوسط بشكل جيد، ويقدم النجم الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام أداءً مثيراً للإعجاب لدرجة أنه أثار المخاوف من أن ريال مدريد يعتمد عليه بشكل أكبر من اللازم.

أما بالنسبة إلى لايبزيغ، الذي فاز بمباراة وخسر أخرى أمام ريال مدريد في دور المجموعات الموسم الماضي، فقد قدم نتائج متوقعة تماماً هذا الموسم، حيث خسر المباراتين اللتين لعبهما أمام مانشستر سيتي، لكنه كان جيداً للغاية أمام كل من يانغ بويز ورد ستار. يحتل لايبزيغ، بقيادة المدير الفني ماركو روز، المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الألماني الممتاز، وتم تعويض رحيل كريستوفر نكونكو بالتعاقد مع اللاعب المميز بنيامين سيسكو.

التوقع: فوز ريال مدريد بشكل مريح

* خدمة «الغارديان»*

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *