أفادت السلطات الأوكرانية بأن روسيا أطلقت عشرات الصواريخ على البلاد في ساعة مبكرة، الاثنين، في أحدث هجوم جوي كبير، وقتلت ما لا يقل عن 4 مدنيين، وقصفت مناطق سكنية ومواقع تجارية. وجاء هذا تزامناً مع إقدام السلطات المدنية الروسية على إجلاء المئات من مدينة بيلغوورد الحدودية جراء قصف أوكراني.

ومع اقتراب الذكرى الثانية للحرب، تبادلت كييف وموسكو الاتهامات بالتسبب بسقوط عشرات الضحايا المدنيين في ظل تصعيد الهجمات. وأكد سلاح الجو الأوكراني على وسائل التواصل الاجتماعي أن «العدو أطلق ليلة الثامن من يناير (كانون الثاني) 2024 هجوماً كبيراً على أوكرانيا»، مضيفاً أن روسيا أطلقت 51 صاروخاً أسقطت الدفاعات الجوية 18 منها.

أوكرانيون لجأوا إلى داخل محطة مترو أنفاق بعد سماع دوي صفارات الإنذار في كييف الاثنين (رويترز)

واستهدفت صواريخ روسية مركزاً للتسوّق وأبراجاً في بلدة كريفي ريه التي ينحدّر منها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ما أسفر عن سقوط قتيل. وقال معاون مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أوليكسي كوليبا: «في كريفي ريه، هناك كثير من المشكلات في شبكات الطاقة، هناك انقطاعات والنقل الكهربائي لا يعمل».

وذكر مسؤولون محليون أن شخصين قتلا في منطقة خميلنيتسكي الغربية، حيث تعرضت البنية التحتية الحيوية أيضاً للقصف. وقال أولكسندر فيلكول، رئيس بلدية كريفي ريه، إن رجلاً يبلغ من العمر 62 عاماً لقي حتفه، وتضرر مركز للتسوق وعشرات من المنازل والمباني السكنية بعد أن ضربت 9 صواريخ روسية المدينة الواقعة في جنوب وسط البلاد.

وقالت روسيا إنها قصفت أهدافاً عسكرية – صناعية في أوكرانيا من البحر والجو، الاثنين. كما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان: «في صباح، الاثنين، جرى تنفيذ هجوم كبير بأسلحة بحرية وجوية عالية الدقة وبعيدة المدى منها صاروخ (كينجال) الذي تفوق سرعته سرعة الصوت، على منشآت المجمع العسكري – الصناعي في أوكرانيا».

وأعلنت أوكرانيا أن دفاعاتها الجوية تمكنت من إسقاط 18 من إجمالي 51 صاروخاً، وهو معدل إسقاط أقل كثيراً من المعتاد، وهو ما أرجعته كييف إلى العدد الكبير من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها روسيا. وقال يوري إهنات المتحدث باسم القوات الجوية للتلفزيون الأوكراني إن التصدي لهذه الصواريخ أصعب. وجرى إسقاط جميع الطائرات المسيّرة الثماني التي أطلقتها موسكو.

وجاء القصف وسط موجة برد تجتاح أوكرانيا. وذكر فيلكول أن الكهرباء انقطعت عن 15 ألف شخص، وتوقفت خدمات الترام والحافلات عن العمل. وقال مسؤول محلي في مدينة خاركيف بشرق البلاد إن موقعاً صناعياً ومنشأة تعليمية تعرضا لأضرار جراء ما لا يقل عن 4 ضربات صاروخية. وأضاف أن امرأة تبلغ من العمر 63 عاماً لقيت حتفها جراء غارة جوية على بلدة جنوب مدينة خاركيف.

485150 هجمات صاروخية روسية واسعة على أوكرانيا
امرأة تتحدث إلى رجل أمام بناية تضررت بفعل هجوم صاروخي روسي في زابوريجيا الاثنين (رويترز)

وأصيب 5 أشخاص في مدينة زابوريجيا بجنوب شرقي البلاد، حيث أفاد الحاكم الإقليمي يوري مالاشكو بتعرض مناطق سكنية للقصف. وكتب على «تلغرام»: «لم يُستهدف هدف عسكري واحد حتى».

واستأنفت روسيا في الأسابيع القليلة الماضية حملة من الضربات الجوية المنتظمة على المراكز السكانية الأوكرانية الواقعة خلف خطوط غزوها الشامل الذي يقترب من عامه الثاني.

عمليات إجلاء غير مسبوقة

وجاءت الضربات بينما نقلت روسيا نحو 300 شخص من مدينة بيلغورود الحدودية بسبب القصف الأوكراني، في أكبر عملية إجلاء من مدينة روسية كبيرة منذ اندلاع النزاع. ونفّذت قوات كييف سلسلة ضربات استهدفت بيلغورود الواقعة على بعد أقل من 32 كيلومتراً عن الحدود الأوكرانية.

ويقيم نحو 300 شخص قرروا المغادرة في سكن مؤقت حالياً في بلدتي ستاري أوسكول وغوبكين في منطقة كوروتشانسكي الأبعد عن الحدود. وقال حاكم المنطقة فياتشسلاف غلادكوف: «خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، تلقينا 1300 طلب لإرسال أطفال بيلغورود إلى مخيمات مدرسية بعيداً عن المدينة في مناطق أخرى».

وحاول الكرملين المحافظة على الوضع الطبيعي إلى أكبر حد ممكن داخل الأراضي الروسية الواقعة عند خط الجبهة، لكن الضربات الأخيرة على بيلغورود تذكّر بأن النزاع يمكن أن يؤثر في المدنيين الروس أيضاً.

وفي 30 ديسمبر (كانون الأول)، أسفر قصف أوكراني على المدينة عن مقتل 25 شخصاً، ما دفع المدارس لإغلاق أبوابها مدة طويلة. وتعهّدت موسكو بتكثيف القصف على أوكرانيا رداً على الهجوم الذي عُدَّ الأكثر حصداً للأرواح في روسيا منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022.

«يحاولون تدميرنا»

وقامت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا بزيارة مفاجئة إلى كييف، الأحد، حيث شددت على «عزم» طوكيو مواصلة دعم أوكرانيا. وأعلنت كاميكاوا، أول مسؤولة أجنبية رفيعة المستوى تزور كييف هذا العام عن شحنات معدات دفاعية جديدة، بينما ناقشت خطط طوكيو لاستضافة مؤتمر في فبراير (شباط) لدعم إعادة بناء الاقتصاد الأوكراني. وأفادت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا عُقد في ملجأ، بينما سُمع دوي صفارات الإنذار: «اليابان عازمة على دعم أوكرانيا ليعود السلام إليها». وقالت: «أدين مجدداً بقوة الهجمات الروسية بالصواريخ والمسيّرات، خصوصاً يوم رأس السنة». وذكّرت بأن طوكيو ستخصص مبلغاً قدره 37 مليون دولار لتزويد أوكرانيا بنظام لرصد المسيّرات. كما ستقدّم لها 5 مولّدات لمساعدتها على مواجهة شتاء آخر.

وبدوره، أكد كوليبا أن كييف تشكر قرار اليابان العام الماضي تزويد أوكرانيا بطائرات من طراز «إف – 16»، لكنه لفت إلى أن البلاد تحتاج أيضاً إلى أنظمة دفاع جوي. وقال: «كل يوم، تدمّر الصواريخ والمسيّرات الروسية مدناً أوكرانية. لا يمكنهم السيطرة علينا، لذا يحاولون تدميرنا».

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *