دانت مجموعات مدافعة عن حرية الصحافة الاثنين، أحكام السجن «المشينة» الصادرة بحق صحافيتين إيرانيتين كشفتا النقاب عن قضية مهسا أميني، مشيرة إلى أنهما كانتا تقومان بوظيفتهما فحسب، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتوفيت أميني في سبتمبر (أيلول) 2022، بعدما تم توقيفها للاشتباه بانتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران.

وأثارت وفاتها التي قال ناشطون إنها كانت ناجمة عن ضربة للرأس وهو أمر نفته طهران، احتجاجات تواصلت لشهور وتراجعت حدتها الآن في مواجهة حملة أمنية شرسة.

وغطّت نيلوفر حامدي (31 عاماً) قضية أميني لصالح صحيفة «شرق» الإيرانية من المستشفى، حيث بقيت الإيرانية الكردية في غيبوبة لمدة 3 أيام قبل أن تتوفى. أما إلهة محمدي (36 عاماً) مراسلة صحيفة «هم ميهن»، فتوجّهت إلى مدينة سقز لتغطية تشييع أميني.

امرأة تحمل لافتة عليها صورة المرأة الإيرانية مهسا أميني أثناء احتجاج على وفاتها في برلين بألمانيا الأربعاء 28 سبتمبر 2022 (أ.ب)

وتم توقيف الصحافيتين بعيد ذلك وبقيتا قيد الاحتجاز مذاك، فيما تمّت محاكمتهما وإدانتهما بتهم تتعلّق بالأمن القومي.

وقال مدير مكتب الشرق الأوسط في منظمة «مراسلون بلا حدود» ومقرها باريس جوناثان داغر: «هذه الأحكام مشينة. لم يُرضِ الاعتقال المؤقت التعطّش للانتقام لدى إيران التي عاقبت هاتين الصحافيتين الشجاعتين بشدّة». وأضاف: «تتم معاقبتهما لأدائهما وظيفتهما».

ودانتهما محكمة ثورية بتهمة التعاون مع الولايات المتحدة، وفق موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية. ونفت الصحافيتان الاتهامات خلال محاكمتهما.

وقضت المحكمة بسجن محمّدي 6 سنوات وحامدي 7 سنوات، بحسب الموقع.

كما صدر حكم بسجن كل منهما 5 سنوات بتهمة التآمر ضد أمن الدولة وسنة للدعاية ضد إيران، وفق الموقع الذي أشار إلى أنهما ستقضيان الأحكام في الوقت ذاته.

وقال منسّق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى لجنة حماية الصحافيين (ومقرها واشنطن) شرف منصور، إن «الإدانات بحق نيلوفر حامدي وإلهة محمدي مهزلة، وتعدّ بمثابة شهادة واضحة على تراجع حرية التعبير ومحاولات الحكومة الإيرانية اليائسة لتجريم الصحافة».

386015 مجموعات حقوقية تندد بالسجن «المشين» لصحافيتين غطتا قضية مهسا أميني
أشخاص يشاركون في احتجاج ضد النظام الإيراني بعد وفاة مهسا أميني في برلين بألمانيا 10 ديسمبر 2022 (رويترز)

وكتب محمد حسين أجورلو، زوج حامدي، على منصة «إكس»، أن زوجته أُبلغت بالحكم «القاسي» يوم عيد ميلادها عندما كانت في طريقها للقاء أفراد من عائلتها في السجن.

ووفق لجنة حماية الصحافيين، أوقفت إيران 95 صحافياً على الأقل في الحملة الأمنية التي أعقبت وفاة أميني. وفي حين أُطلق سراح معظمهم بكفالة، ما زال نحو 10 خلف القضبان بينهم حامدي ومحمدي.

وكتبت المقررة الأممية الخاصة بشأن المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولر على «إكس»، أنها تشعر بـ«الانزعاج» من الأحكام الصادرة بحق الصحافيتين والحكم بالسجن مدة عام بحق صالح نكبخت، محامي عائلة أميني.

وقالت: «على إيران وقف الاضطهاد واسع النطاق للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين».

Share this content:

من eshrag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *